أخفق الأكراد في الخروج بموقف «موحد» للرد على خفض حصتهم في الموازنة الاتحادية، بعد اجتماع قاطعته كتلة «التغيير» النيابية، فيما دعا رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم حكومتي أربيل وبغداد للإسراع في عقد لقاءات «عاجلة ومتواصلة على أرفع المستويات» لإنهاء الخلافات. وشهدت أربيل أمس، عقد اجتماع بين حكومة الإقليم وبرلمانه مع الكتل الكردية في البرلمان الاتحادي للخروج بموقف جامع من قرار الخفض، والبحث في سبل مواجهة تبعات القرار والإجراءات اللازمة في التعامل مع بغداد. وعقب الاجتماع، قال الناطق باسم الحكومة سفين دزيي للصحافيين: «نأسف لعدم احترام بغداد مبدأ الشراكة، وسنستمر في مشاوراتنا خلال اجتماع آخر سيعقد قريباً لاتخاذ موقف حاسم». في حين عزا النائب عن كتلة «التغيير» علي حمه صالح مقاطعة كتلته للاجتماع إلى أن «هذه الاجتماعات لا فائدة منها وتدخل من باب المجاملات»، داعياً إلى «ضرورة حضور الحكومة خصوصاً وزير الثروات الطبيعية آشتي هورامي للإجابة عن التساؤلات في شأن السياسة النفطية، وغياب الشفافية في تصدر النفط». وأشار إلى أن «برلمان الإقليم لن يتمكن من تغيير شيء، وما حصل هو نتاج تبعات تنظيم استفتاء الانفصال». ودعا الناطق باسم كتلة «الديموقراطي الكردستاني» محمد علي الرئيس معصوم ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني والكتل النيابية في أربيل وبغداد والقوى السياسية، إلى الحضور إلى برلمان الإقليم للبحث في اتخاذ موقف وإجماع وطني إزاء إقرار الموازنة الاتحادية الذي يعد تطوراً خطيراً. إلى ذلك، دعا معصوم في اجتماع مع الممثل الدولي في العراق يان كوبيتش الحكومتين إلى «عقد لقاءات عاجلة ومتواصلة على أرفع المستويات لحل جميع الإشكالات والخلافات الطارئة». وشدد على «أهمية بذل أي مسعى لتقريب وجهات النظر توافقياً بين الجانبين لتلافي أي تفاقم في العلاقات المتأزمة نتيجة التصويت على الموازنة العامة». وأكد معصوم في اجتماع مع زعيم «التحالف الوطني» عمار الحكيم «أهمية مواصلة الحوار وتسهيل فتح المطارات ودفع رواتب موظفي الإقليم والالتزام بالدستور». وفي مؤشر إلى انفراج تدريجي للعراقيل التي تعوق تطبيق التفاهمات المبرمة في بعض الملفات الخلافية، أعلنت سلطات مطار السليمانية «انطلاق أول رحلة دولية خاصة لنقل المعتمرين غداً (اليوم) مباشرة من السليمانية إلى المملكة العربية السعودية، بعد إعلان أربيل إعادة فتح طريق رئيس بين أربيل وكركوك والذي كان أغلق بسبب مواجهات مسلحة بين الجانبين أثناء عملية إعادة انتشار الجيش الاتحادي في المناطق المتنازع عليها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في انتظار اتخاذ بغداد موقف مماثل، وكذلك الإعلان عن فتح الطريق الرابط بين محافظة دهوك الكردية مع مدينة الموصل، بعد غلقه لأكثر من ثلاث سنوات إثر اجتياح تنظيم داعش محافظة نينوى». وأعربت القنصلية الهولندية في أربيل عن قلقها إزاء قرار بغداد تمديد الحظر على الرحلات الدولية من وإلى مطارات الإقليم لثلاثة أشهر، ما «يلحق الضرر في التنمية الاقتصادية»، داعية بغداد إلى «الاستمرار في الحوار مع حكومة أربيل لحل المشكلة وباقي الملفات الخلافية».