أعرب رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم خلال لقائه المسؤولين الأكراد عن ثقته في حل الخلافات بين بغداد وأربيل «قريباً»، فيما دعا زعيم «الحزب الديموقراطي الكردستاني» مسعود البارزاني الحكومة العراقية إلى الكف عن وضع «شروط تعجيزية» للموافقة على التفاوض مع الإقليم. ويجري معصوم منذ مطلع الأسبوع الحالي محادثات مستمرة مع القيادات السياسية في الإقليم الكردي. وقد زار محافظ كركوك ضمن مساعٍ لإزالة العقبات التي تعرقل دخول أربيل وبغداد في مفاوضات للبحث في الملفات الخلافية التي تفاقمت مع إجراء الاستفتاء على الانفصال أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي. ونقل بيان رئاسة الإقليم عن معصوم أنه «أعرب خلال اجتماعه في مقر إقامته في أربيل مع رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البارزاني ونائبه قباد طالباني عن الثقة في حرص حكومتي أربيل وبغداد على حل الخلافات قريباً عبر حوار شامل وبنّاء يضمن النجاح في إحلال التفاهم والتعاون وطي صفحة الخلافات، بما يدعم تعزيز الاستقرار ووحدة الصف وتطبيق الدستور». وقد أبدى نيجيرفان البارزاني استعداد حكومته «للحوار الجاد والبناء بما يخدم مصالح أبناء الشعب العراقي كافة»، وأكد أن «معصوم أجرى محادثات مماثلة مع مسعود البارزاني». وأفاد هادي علي، رئيس المجلس التنفيذي ل «حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني» للصحافيين عقب اللقاء بمعصوم بأن حزبه «مع الإسراع لبدء الحوار بين أربيل وبغداد، ويثمن جهود الرئيس في هذا الإطار، بعد مناقشة الملفات العالقة». وذكرت تسريبات أن الاجتماع بحث في مطالب حكومة الإقليم رفع بغداد الحظر التي تفرضه على رحلات الطيران الدولية إلى أربيل والسليمانية، وحصة الأكراد من الموازنة الاتحادية بما فيها صرف رواتب موظفي الإقليم، فضلاً عن ملف إدارة كركوك واختيار محافظ جديد لها بعد أحداث ال16 من تشرين الأول (أكتوبر) وفرض القوات الاتحادية السيطرة على المحافظة. وتتزامن محادثات معصوم مع أخرى مماثلة يجريها رئيس حكومة الإقليم ونائبه مع القوى الكردية للدفع نحو حل الخلافات داخل البيت الكردي وتشكيل وفد حكومي يحظى بإجماع ورؤية موحدة تمهيداً لخوض مفاوضات صعبة مع بغداد. إلا أن حزب «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» يشترطان حل الحكومة وتشكيل أخرى موقتة. وكشف دلشاد شهاب، مستشار رئيس حكومة الإقليم، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع «الحزب الشيوعي» عن «مشروع يتم العمل به لترشيق الحكومة، وهناك إجماع على أهمية اجتياز المرحلة من خلال وحدة الصف والثوابت الأساسية حفاظاً على كيان الإقليم ومكتسباته». وأكد أنه «في حال فشل الحوارات فإن الخيار المقبل سيكون إجراء انتخابات مبكرة». وأضاف أن «أربيل لا زالت تنتظر موقفاً من بغداد للبدء بالحوار». ودعا كاوا محمود زعيم الحزب «الشيوعي الكردستاني» إلى «النظر إلى الأمور بواقعية وفتح باب التفاوض، وعلى حكومة الإقليم أن تتأكد من رغبة بغداد من عدمها في دفع رواتب الموظفين وحصة الإقليم في الموازنة، والاستعداد لأي ظرف. وشعبنا لديه روح المقاومة، ولا يمكن أحداً أو أية سلطة إلغاء استفتاء صوّت عليه أكثر من ثلاثة ملايين إنسان». وتابع أن حزبه «قدم مشروعاً من ثلاثة نقاط تتعلق بالوضع الداخلي في الإقليم وملف المفاوضات والموقف الدولي. وعلينا أن لا نكتفي بإعلان استعدادنا للحوار في انتظار الرد من بغداد. هذه نقطة ضعف». وقال بيان صادر عن حزب البارزاني (مسعود البارزاني رئيس الإقليم السابق) إنه «جدّد ضمن سلسلة اجتماعات عقدها مع مسؤولين وأعضاء ونواب عن الحزب، دعوته الحكومة الاتحادية إلى التخلي عن سياسة فرض شروط تعجيزية للتفاوض، والتعامل بانتقائية في تنفيذ بنود الدستور»، مؤكداً «نحن مستعدون للحوار وقدمنا ما علينا، وعلى الطرف الآخر أن يتخلى عن شروطه التعجيزية». وفي بغداد، أشار رجل الدين عمار الحكيم زعيم «تيار الحكمة» إلى أن «البلاد غادرت التحديات التي واجهت وحدتها، وأخذت الأزمات بالتطويق بالاحتكام إلى الدستور والقانون». ولفت إلى أن «هذه الوحدة تبقى في حاجة إلى مقومات سياسية واقتصادية وتنموية تجعل المواطن متمسكاً بوطنه».