وصل أمس عشرات الحافلات إلى مدينة حلب في شمال غربي سورية، الخاضع لسيطرة المعارضة، وعلى متنها مقاتلو «جيش الإسلام» وعائلاتهم الذين وافقوا على الإجلاء من مدينة دوما، آخر الجيوب التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقيةلدمشق. في وقت توقع النظام مغادرة نحو 40 ألف مقاتل وأسرهم من دوما. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن 68 حافلة تقل مئات المقاتلين وأسرهم ومدنيين آخرين وصلت إلى مناطق المعارضة قرب حلب، بعدما سمح لهم مغادرة دوما عبر ممر الوافدين. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن 3600 مقاتل وأسرهم غادروا دوما خلال ال24 ساعة الماضية، في وقت احتفل إعلام النظام ب «تحرير كل الغوطة من الإرهابيين». وأشار «المرصد» إلى تواصل التحضيرات لنقل الدفعة الثانية من مقاتلي «جيش الإسلام» وعائلاتهم نحو شمال سورية. ويأتي ذلك في وقت أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام، أنه «تم تحرير جميع المحتجزين لدى مسلحي جيش الإسلام في دوما». وذكرت أن «حافلتين تقلان عشرات المختطفين وصلت مساء الاثنين إلى نقاط قوات الجيش قرب ممر مخيم الوافدين قادمة من دوما، قبل أن يتم نقلهم إلى صالة الفيحاء في دمشق للقاء عائلاتهم». وكانت الوكالة نقلت في وقت سابق عن مصدر رسمي تأكيده أنه «لن يبقى مختطف واحد على قيد الحياة داخل دوما إلا وسيتم تحريره، وأن المسلحين سيقومون بتسليم جثامين القتلى بعد خروج المختطفين»، مشيراً إلى أن «ما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود آلاف المختطفين لدى جيش الإسلام في دوما غير صحيح، وتم تضخيم الأرقام من قبل الفصيل في محاولة لتحسين شروط التفاوض». لكن «المرصد» تحدث عن استياء متصاعد يسود أوساط ذوي المختطفين والأسرى، بعد إعلان النظام خروج كل المخطوفين الذين لم يتجاوز تعدادهم ال200 شخص. ونقل عن الأهالي أنهم طالبوا بتوضيح عن مصير أكثر من 3000 شخص لا يزال مصيرهم مجهولاً، ولم يجرِ إخراجهم حتى الآن. كما وجهوا اتهامات إلى النظام ب «التخلي عن أبنائهم، في مقابل تسريع الانتهاء من تهجير مقاتلي جيش الإسلام». إلى ذلك، أبدت الأممالمتحدة قلقها، أمس، إزاء «نزوح جديد متزايد» عن الغوطة بعد فرار أكثر من 133 ألف شخص خلال أربعة أسابيع. وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أندريه ماهيسيتش في إفادة صحافية: «ندرك أن فحصاً يجري أثناء مغادرة المدنيين الغوطة الشرقية ولكن كما تعلمون لسنا طرفاً في اتفاقات الإجلاء الحالية أو في تنفيذها».