أعلن ستيف وزنياك، الشريك المؤسس لشركة «أبل»، إغلاق حسابه على موقع «فايسبوك»، فيما يكافح عملاق مواقع التواصل الاجتماعي للتعامل مع أسوأ أزمة خصوصية عرفها في تاريخه، ويمثل رئيسه التنفيذي مارك زوكربرغ أمام الكونغرس، للردّ على استفسارات مشرّعين أميركيين غاضبين. وقال وزنياك إن «فايسبوك يجني الكثير من المال، من خلال إعلانات تستند إلى معلومات شخصية عن مستخدميه الذين لا يحصلون على شيء من هذه الأرباح». وأضاف أنه يفضّل أن يدفع في مقابل الاشتراك في «فايسبوك»، وزاد: «أبل تجني المال من منتجات جيدة، لا أنت»، في إشارة إلى زوكربرغ. يأتي ذلك عشية مثول زوكربرغ، اليوم وغداً، أمام الكونغرس الأميركي، ليجيب للمرة الأولى عن أسئلة مشرعين غاضبين من إدارته الموقع، مع ضغوط متزايدة داعية إلى مزيد من التنظيم في هذا القطاع، واضطراره أيضاً إلى تقديم تفسيرات في شأن الوسائل التي يعتمدها الموقع للتصدي لمحاولات تلاعب روسي محتمل في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. ومن أجل احتواء الفضيحة، اضطر زوكربرغ للتوجه شخصياً إلى واشنطن، للإدلاء بشهادته في جلسات استماع حاسمة أمام الكونغرس، بعدما طلبت لجان برلمانية مساءلته. وكان قدّم اعتذارات عن «خطأ جسيم» ووعوداً بحلول، كما أعلن أخيراً اتخاذه تدابير لمحاربة «تلاعب» سياسي، عبر الموقع، في محاولة جديدة للحدّ من أضرار لحقت به، وخسارته نحو 80 بليون دولار في البورصة. أتى ذلك بعد أشهر على انتقادات بلغت ذروتها في آذار (مارس) الماضي، إثر فضيحة تسريب معلومات شخصية لحوالى 87 مليون من مستخدمي «فايسبوك» إلى شركة «كامبريدج أناليتيكا» البريطانية للاستشارات السياسية، والتي استخدمتها لدعم الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال زوكربرغ: «إننا مصمّمون على تطبيق هذه التدابير في الوقت المناسب، قبل انتخابات (التجديد النصفي للكونغرس) المرتقبة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل». كما أشار زوكربرغ، عبر «فايسبوك»، إلى تشكيل لجنة تضم خبراء أكاديميين مستقلين، مهمتها درس تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الانتخابات والممارسات الديموقراطية، ستعمل مع مؤسسات معنية في الولاياتالمتحدة. وفي السياق ذاته، أعلن «فايسبوك» تجميد تعامله مع مؤسسة «كيوب يو» الأميركية لتحليل المعلومات، نتيجة استخدامها بيانات مستخدمين لأغراض تجارية، عبر استمارات لاختبارات نفسية قُدّمت على أنها لأهداف علمية. إلى ذلك، بدأ 87 مليون مستخدم، قد تكون «كامبريدج أناليتيكا» استخدمت بياناتهم، تلقي رسالة مفصلة في هذا الصدد. ويشير «فايسبوك» إلى أن معظمهم في الولاياتالمتحدة، إلى جانب أكثر من مليون مستخدم في كلّ من الفيليبين وإندونيسيا والمملكة المتحدة. كما سيتلقى جميع مستخدمي الموقع، وعددهم 2.2 بليون، إشعاراً في شأن «حماية المعلومات»، يتضمّن رابطاً لمعرفة التطبيقات التي يستخدمونها والمعلومات التي يتشاركونها، بحيث يمكنهم وقف التطبيقات، أو منع طرف ثالث من الوصول إلى تطبيقاتهم الشخصية.