أعرب النائب في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني داميان كولينز عن ذهولٍ، لرفض مؤسس موقع «فايسبوك» مارك زوكربرغ المثول أمام البرلمان للإجابة عن أسئلة مشرّعين في شأن سرقة بيانات حوالى 50 مليون مستخدم، فيما أكد كريستوفر وايلي، وهو موظف سابق في شركة «كامبريدج أناليتيكا» انها أدت «دوراً حاسماً» في التصويت لمصلحة انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي (بريكزيت). وجدد نواب بريطانيون طلبهم مقابلة زوكربرغ شخصياً، على خلفية فضيحة استخدام هذه البيانات في حملات سياسية، بينها لانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة. في المقابل، عرض «فايسبوك» إرسال مدير التكنولوجيا في الموقع مايك شروبفر أو مدير تطوير المنتجات كريس كوكس إلى لندن الشهر المقبل، لتقديم إجابات. وعلّق كولينز، وهو رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية في البرلمان البريطاني: «سنكون سعداء جداً بدعوة كوكس لتقديم أدلة». واستدرك ان خطورة الاتهامات تعني أن من «المناسب» أن يقدّم زوكربرغ التوضيحات، «إما عبر حضوره شخصياً وإما من خلال اتصال بالفيديو عبر الانترنت». وأمهل الاتحاد الأوروبي «فايسبوك» أسبوعين للردّ على أسئلة أثارتها الفضيحة. وسألت المفوّضة الاوروبية للملفات القضائية فيرا غوروفا، في رسالة وجّهتها الى المديرة التنفيذية لعمليات «فايسبوك» شيرل ساندبرغ، عن الخطوات التي تعتزم الشركة اتخاذها لمنع حدوث فضيحة مشابهة. وطرحت غوروفا 5 أسئلة، بينها «هل تأثرت أيّ من بيانات مواطني الاتحاد الأوروبي بالفضيحة»؟ وأضافت: «في حال حدث ذلك، ما هي الطريقة التي تنوون من خلالها إبلاغ السلطات والمستخدمين بالأمر»؟ في السياق ذاته، أكد كريستوفر وايلي أن «كامبريدج أناليتيكا» أدت «دوراً حاسماً» لمصلحة «بريكزيت»، معرباً عن «ثقته بذلك». وقال لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية إن شركة «أغريغيت آي كيو» الكندية المرتبطة ب «كامبريدج أناليتيكا» عملت مع الأخيرة لمساعدة حملة «مغادرة الاتحاد الأوروبي» لمصلحة الخروج، على تجنّب سقف النفقات المخصصة لها، معتبراً أن من دون «أغريغيت آي كيو لما كان معسكر المغادرة فاز في الاستفتاء الذي حُسم بأقل من 2 في المئة من الأصوات». وأضاف أن الشركة الكندية طوّرت برنامج كومبيوتر أُطلق عليه «ريبون»، واستخدمته لتحديد هويات ناخبين جمهوريين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. ودعا الى «إصلاح فايسبوك، لا حذفه»، لافتاً الى أن «التواصل بات مستحيلاً من دون هذه المنصات، لكن لا بدّ من وضع ضوابط لها». وروى وايلي مجريات ملتبسة لتوظيفه عام 2013 من شركة «اس سي ال»، المالكة ل «كامبريدج أناليتيكا» التي ساهم في تأسيسها. وأشار الى اكتشافه بعدها ان «سلفه مات في ظروف غامضة داخل غرفته في أحد فنادق نيروبي، فيما كان يعمل لحساب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا». وأكد تورط ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي السابق لترامب، مع الشركة البريطانية، مشيراً الى انه كان يقصد لندن «مرة في الشهر على الأقل»، وأن مجيئه حض وايلي على ترك منصبه.