وصفت طالبات مدارسٍ وجامعات حفلات التخرج التي تقيمها جهاتهن التعليمية ب«المملة»، وأنها تشعرهن بالتقييد، مفضلاتٍ إقامة حفلات تخرجهن بعيداً عن المدرسة في المقاهي أو الاستراحات وذلك لتجنب الملل والروتين الذي تفرضه أجواء المنازل.وأكدت طالباتٌ ل«الحياة» رفضهن حضور حفلات تخرجهن في المدرسة أو الجامعة، معللاتٍ ذلك بأن حفلات التخرج في هذه الأماكن غير مرحة وتقيد الكثيرين . وقالت نورة خالد ل«الحياة»: «تخرجت في مدرسة حكومية، ولم تمانع الإدارة في أن تقيم لنا حفلة تخرج كبيرة في إحدى القاعات الخاصة بالحفلات، وكان عدد الطالبات كبيراً جداً، إذ كنا أكثر من أربعة فصول لطالبات القسم العلمي، وأكثر من خمسة فصول لطالبات القسم الأدبي، وعلى رغم عددنا الكبير، إلا أننا اتفقنا أن نجتمع ونقيم احتفالاً لتخرجنا واتفقنا على ذلك، وفي المقابل طلبت المدرسة منا مبالغ حتى تستطيع أن تقيم لنا الحفلة وتحجز لنا القاعة». وأضافت أن الأهالي كانت لهم ردود فعلٍ مختلفة تجاه ذلك، وقالت:"رفض الأهالي تسليم النقود للمدرسة، والكثير منهم اتصلوا محتجين على طلب المدرسة من الطالبات نقوداً حتى تقيم حفلة التخرج، متحججين بأنها مدرسة حكومية لا يفترض أن تطلب نقوداً من الطالبات، ولهذا اضطرت المدرسة إلى أن تتراجع عن فكرة عمل حفلة التخرج في قاعة مخصصة للحفلات، وإقامة الحفلة داخل المدرسة». وأشارت إلى أن الكثير من الفتيات يرفضن فكرة عمل حفلة تخرج في المدرسة، معللاتٍ ذلك بأنهن لا يأخذن راحتهن في الحفلة والاستمتاع بيوم تخرجهن، خصوصاً وأن غالبية المدارس ترفض الاستماع إلى الموسيقى والرقص. وأضافت أن المدارس في حال عملت حفلة تخرج للطالبات لا يستطعن إحضار جميع الأهل والأقارب، ولذلك ترفض الطالبات مشاركة المدرسة وعمل حفلة التخرج في المدرسة. وأشارت إلى أن الكثير من الطالبات على رغم عددهن الكبير يرفضن حضور الحفلة التي تقيمها المدرسة للطالبات، رغم حرص المدرسة على توفير أجواء جميلة للطالبات بإحضار مطربة «طقاقة» في المدرسة تحيي لهن الحفلة، ولكن شروط المدرسة في تحديد اللبس وحضور الأهل وصديقات الطالبات منعتهن من حضور الاحتفال. ومن جانبها، أضافت أمل العلي ل«الحياة»، وهي خريجة منذ أربع سنوات، أن فكرة عمل حفلات تخرج في المدرسة مرفوضة وغير محببة لدى الخريجات منذ زمن، إذ إن جميع من واكبت سنين تخرجهن كن يرفضن إقامتها في المدرسة ويفضلنها مع الأهل والأصدقاء، وقالت:"على رغم أنه مضت فترةٌ على تخرجي في المدرسة، إلى أنني إلى اليوم أؤكد على أن جميع الطالبات والفتيات من خريجات مدارس أو جامعات يرفضن إقامة حفلات التخرج بالاشتراك مع المدرسة أو الجامعة، وعلى رغم أن الجامعة تصر على الاحتفال بخريجاتها في كل عام، إلا أن الكثير منهن لا يحضرنها أو يقمن بعدها حفلات تخرج خاصة بهن، خصوصاً أن الأصدقاء والأهل لا يتمكنون من الحضور عدا الأم والأب. وفي المقابل، أضافت أمينة الغامدي ل«الحياة» أن فكرة حفلة التخرج في المدارس أو الجامعات غير محببة للكثيرات، إذ إن الإنسان يحب أن يفرح بيوم نجاحه مع جميع من يحبهم، والحفلة في أماكن رسمية مثل الجامعة والمدرسة تقيد الكثيرين من جوانب عدة، منها عدم استطاعة حضور جميع الأصدقاء والأهل، والتقيد بوجودهم بين مدرسيهم وحضور أشخاصٍ لا يستطيعون أن يستمتعوا أمامهم. وقالت: «في وجهة نظري ومما أراه بين الناس، أجد أن حفلة التخرج في أماكن رسمية لا تعتبر حفلة، بل مجرد حضور مجاملات لا أجد منها فائدة، إذ لا نستطيع الاستمتاع وأخذ كامل الحرية سواءً في التعبير عن فرحتنا بالرقص على الموسيقى، أو الضحك والمرح مع الأصدقاء بحرية، إذ لا يعقل أن أتصرف على طبيعتي وأمرح مع أصدقائي وأنا أشعر بالأعين التي ترصد جميع تحركاتي وقد تنتقد تصرفاتي». وتجد الغامدي أن هناك إقبالاً كبيراً جداً على إقامة حفلات التخرج والكثير من المناسبات في المقاهي، وقالت:«أجد الكثيرين يحبذون فكرة إقامة حفلة التخرج أو الاحتفال بأي مناسبة جميلة في المقاهي، إذ يجتمع المقربون والأصدقاء ويستمتعون بأوقات جميلة في مكان جميل ومريح، وأنا شخصياً أفضل هذه الفكرة، خصوصاً أن هناك عزوفاً عن التجمع في المنازل.