تشكو بعض الأسر ظاهرة أخذت تطفو مؤخرا على سطح الحياة الاجتماعية، لتصبح عادة لدى بعض طلاب وطالبات المدارس من الصغار وفئة المراهقين وهي “حفلات النجاح” التي أخذت ترهق كاهل العديد من الأسر نهاية كل فصل دراسي. فتقول السيدة أم ريماس أنه لم نكن نعرف حفلات النجاح هذه إلا عندما تخرجت من الجامعة وقمت بعمل حفل بموافقة أهلي في المنزل، لكن الآن الوضع تغير، فبعد كل فترة تأتي ابنتي ومعها دعوة من المدرسة لحضور حفل تخرج زميلاتها وانتقالهن من مرحلة لمرحلة مما وضعني ووالدها في موقف محرج، فإما أن نلبي طلبها ونعمل حفلة لنجاحها أو نرفض وتبكي وتقول "جميع زميلاتي يعملن حفلات إلا أنا" رغم إن عمرها لم يتجاوز التاسعة إلا أن زميلاتها درجوا على إقامة حفلات النجاح منذ الروضة. وتقول فاتنة محمد طالبة جامعية: بعدما تخرجت من الثانوي اتفقت مع 6 من صديقاتي أن نشترك ونقيم حفل تخرجنا في احد الفنادق الكبرى بجدة حيث بلغت التكلفة للحفل 25 ألف ريال. وتقول السيدة وفاء علي: سأضطر هذا العام أن أقيم حفل نجاح لابنتي وابني معا حيث تخرجت ابنتي من التمهيدي وابني من الابتدائية، فلابد من حفل نقيمة كباقي العائلة والأصدقاء الذين يقيمون هذه الحفلات، وقد اخترت المكان مع ابنائي وحجزناه ونحن الان بصدد ارسال بطاقات الدعوة لاصدقاء وصديقات ابنائي لحضور حفل التخرج. من جهة أعربت سماح عبدالرحمن الأخصائية الاجتماعية بإحدى المدارس الخاصة إن مصطلح حفلات النجاح مصطلح أخذ يطفو على السطح مؤخرا وبات يتداوله الصغار بكثرة فيما بينهم. المدارس تشجع وتضيف: بحكم عملي بالمدرسة تأتي العديد من الأمهات ببطاقات الدعوات للحفل وتوزيعها على أصدقاء وصديقات أبنائهم في المدرسة لحضور الاحتفالات. وتوضح سماح ان مثل هذه الحفلات التي أخذت بالانتشار هي حفلات دخيلة علينا، ولم نكن نعرفها كثيرا في السابق لكن مع تغير الجيل ودخول بعد العادات الغريبة علينا أصبح لابد أن نألف مثل تلك الحفلات التي تقام، لأن المدارس نفسها أصبحت تشجع هذا الشيء، فنجد المدارس نهاية كل عام تقوم بعمل حفل تخرج باشتراك عدد من الطلاب مقابل مبلغ معين، فأصبحت بالنسبة للأطفال شيء عادي. رغم إنها قد تثقل كاهل الأسرة بمصاريف لا داعي لها إلا أن البعض يرى إنها ضرورة اجتماعية.