دائماً ما يكون آخر شهر في الفصل الدراسي الجامعي أو التعليمي العام مزدحماً بالفعاليات المتعددة من حفلات التكريم أو حفلات التخرج أو إقامة المعارض النسوية أوالندوات والمحاضرات.. وكأن الجميع يرغب الانتهاء من جدول فعالياته قبل بداية إجازة نهاية العام الدراسي وبداية فصل العطلة الصيفية. وبدء الاستجمام والسياحة.. لن أتحدث عن مهرجانات ما يقال عنها سياحة داخلية!! وهي لا تتعدى حفلات طرب وغناء ومأكولات يرتفع سعرها عمّا كان عليه خلال العام، وأسواق ومبيعات!! وهكذا اختصرنا المفهوم الثقافي والعائلي للسياحة في أكل وطرب!!. .. ومع بداية الشهر الأخير من العام الدراسي تقام حفلات التخرج للمدارس الثانوية والكليات .. ولقد وصلني خطاب شكوى من بعض الخريجات لإحدى الجامعات من أن هناك (إجباراً) للخريجة على شراء عباءة التخرج بقيمة مائة ريال، وهي - أي الطالبة - لن تستفيد منها بعد ذلك، فكما ذكر في الخطاب الذي وصلني أن هذه العباءة من قماش حريري لامع وأكمامها قصيرة وعليها شعار التخرج، بحيث لا يمكن لهذه الخريجة الاستفادة منها بعد ذلك.. وأن هناك بعض الخريجات يتعذر عليهن شراؤها وبالتالي يحرمن من حضور حفلة تخرجهن ، ومن الفرح بهذا التخرج وهو شعور جميل لا نزال نعيشه جميعنا، عندما أقيمت لنا حفلات تخرج في جامعاتنا وكلياتنا. فكيف تحرم الخريجة من حضور حفلة تخرجها لمجرد عدم رغبتها أو حتى عدم استطاعتها شراء (عباءة التخرج)؟! ألا يعتبر هذا نوعاً من سوء التنظيم وعنجهية القرار؟؟ في جامعات عديدة كما أعلم، وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة مثالاً، يتم استلام مبلغ مالي كتأمين عند استلام الخريجة أو حتى الأستاذة (أرواب التخرج) ويتم إعادة هذا المبلغ للطالبة ولعضو هيئة التدريس بعد الحفلة.. ومن ترغب في شراء العباءة أو الروب - كما يقال - تقوم بدفع القيمة المتفق عليها.. وأعتقد أن هذا هو التصرف المعقول الذي لا يحرم أي خريجة من فرحة التخرج.. ولا يجبرها على شراء عباءة لا تستفيد منها بعد ذلك.. .. هذا الموقف الإداري المتسلط وغير المرن وغير الإنساني في التعامل مع الخريجات وحرمانهن من فرحتهن بالتخرج يقابله في بعض المدارس الثانوية موقف يستحق الإشادة وهو ما قامت به خريجات إحدى المدارس الثانوية الخاصة في الرياض من التبرع بالمبلغ الذي كان سيصرف على حفلة تخرجهن للمساهمة في بناء مسجد.. وهذا هو العام الثاني الذي تقوم به طالبات السنة النهائية بالثانوية بهذا التبرع لبناء المسجد بدلاً من صرفه على حفلة التخرج في إحدى الفنادق كما هو شائع لدى بعض الخريجات!! وهذا التصرف متميز جداً وينم عن إحساس بالمسؤولية، وتلبية لنداء محاسبة الفرد منا عن (ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟) وتشجيعاً لهؤلاء الخريجات ولموقفهن فقد قامت إدارة المدرسة وأيضاً طالبات السنة الثانية ثانوي بالاحتفال بتخرج هؤلاء الخريجات في المدرسة دونما الحاجة إلى صرف (مبالغ طائلة) في حفلات باذخة في فنادق أو سواها.. .. إن مفهوم فرحة التخرج سواء من الثانوية العامة أو من الجامعة والكلية والمعهد ينبغي أن يحقق الهدف منه دونما إفراط أو تفريط.. فالفرحة ذكرى جميلة تظل عالقة بذهن الخريجة .. ترتبط فيها بمرحلة من حياتها وبحضور من تحبهن في هذا التكريم من أهلها وأقاربها وصديقاتها. وأستاذاتها خصوصاً أنها تودع مرحلة من إنجازاتها ومن تجاربها ومن ذكرياتها في ذلك المكان الذي لن تعود إليه كما كانت عندما التحقت به رغبة في العلم والمعرفة. .. أرجو من مسؤولات بعض الكليات والجامعات عدم اعتساف فرحة الخريجات بقرارات شراء عباءة تخرج أو سواها.. لا تطفئوا شموع الفرح في حياتهن.. يكفي ما يحيط بهن من دوائر لا مبالاة بعد تخرجهن!! ٭٭ اتكاءة الحرف قرأت هذا وأعجبني... سبحان من قسمَ الحظوظ فلا عتابَ ولا ملامه أعمى وأعشى ثم ذو بصرٍ وزرقاء اليمامه