92 هو ترتيب المنتخب السعودي في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات، رقم مزعج حد الكارثية. محبط حد اليأس، هو أسوأ ترتيب يتبوأه المنتخب السعودي في مسيرته منذ اعتمد «الفيفا» التصنيف الشهري للمنتخبات. الكل في التصنيف على حالين، إما التقدم، أو على الأقل المحافظة على المركز الذي كان فيه، ما عدا نحن تراجعنا أكثر بأربعة مراكز، كان الرقم 88 في الشهر الفائت مؤلماً، فغدى اليوم مميزاً، وودنا لو تمت المحافظة عليه، إكراماً لتاريخ الكرة السعودية، لكنه هذا الشهر تصاعد علواً، ليس للأعلى، فكبر الرقم لم يعد للأفضل، لكنه للأسوأ، أي أنه للأسفل، وبتنا نتجاور مع منتخبات لا تاريخ لها في الكرة في قعر الترتيب، ولا يرسو في قعر أي إناء عادة إلا الحثالة من كل شيء. الحقيقة تقول إن «الأخضر» يترنح منذ سنوات كلما صلب عوده تثنى، ولم يقف على قدميه في أي بطولة أقيمت أخيراً، على رغم المحاولات الجادة لإنعاشه، لكنها تفشل، لذا كان طبيعياً أن يقبع في هذا المركز المتدني، ومن رحم المعاناة يولد الإصرار، وهذا ما تجلى في بحث الاتحاد السعودي المضني عن مدرب باسم وقامة رياضية ذات تاريخ كبير ولديه القدرة على زرع روح التحدي في نفوس اللاعبين بعد الإحباطات المتتالية، مع قدرته على التغيير الإيجابي نفسياً وعناصرياً من واقع رؤيته الخاصة، وليس اختياراً له كما في السابق، وأهم ما في أمر المدرب الجديد ألا تكون غايته من المجيء مجرد تعبئة الجيوب من خزائن أهل الخليج المليئة بالذهب. وعندما تم التعاقد مع النجم الهولندي السابق والمدرب ذي الانجازات المعقولة حالياً ريكارد الكل انفرجت أساريره ربما لأنها عودة للمدرسة الهولندية بعد سلاسل برتغالية وبرازيلية فاشلة، وكم تمنينا ألا يعاد إليها في مفاوضات المدرب البرازيلي غوميز التي انتهت قبل أن تبدأ بعد أن بدت بوادر استغلال مقصودة، لكنها وئدت في مهدها. ريكارد على عاتقه عمل ليس بالهين، أقله إعادة الهيبة لسمعة الكرة السعودية، والعودة بها للعالمية التي ربما جنت على المنتخب كما جنت على النصر، فقد نام الكل على وسادتها وصارت لزمة تقال عند كل إخفاق لتغطيته «سبق وتأهلنا لكأس العالم». والأهم في ذلك كله أن يعطى المدرب الفرصة كاملة (زمنياً) لتحقيق الحلم، وألا يعاد لأخطاء الماضي، ولا أظنها بحاجة لتوضيح. [email protected]