كسب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تعاطف الغالبية الصامتة من اليمنيين الذين تابعوا على شاشات التلفزيون مساء الخميس أول ظهور علني له منذ إصابته في حادث تفجير مسجد دار الرئاسة مطلع الشهر الماضي في خطاب مسجل وجهه الى الشعب اليمني من مشفاه في الرياض حيث يتلقى العلاج مع عدد من قيادات الدولة الذين أصيبوا في الحادث. وشارك مئات الآلاف من أنصار ومؤيدي الرئيس صالح في صلاة الجمعة أمس في ميدان السبعين التي سموها «جمعة الحمد والشكر لله على سلامة الرئيس ورفاقه المصابين»، ورددوا هتافات التأييد للشرعية الدستورية ورفعوا صور الرئيس وشعارات تدعو للحوار ورفض الفوضى والانقلابات، في حين كان مئات الآلاف من المناوئين المحتجين ضد النظام يؤدون صلاة جمعة «رفض الوصاية» في شارع الستين، رافعين شعارات تطالب برحيل النظام وتشكيل مجلس انتقالي، ومرددين هتافات تعبر عن مواصلة الثورة السلمية ورفض التدخل الأميركي في اليمن. وتسببت كلمة الرئيس في إرباك قوى المعارضة التي كانت شككت في إمكان ظهوره مجدداً بعد محاولة اغتياله، واعتبرت خروجه من اليمن للعلاج في السعودية خروجاً نهائياً. فقد أكد في خطابه تمسكه بالشرعية الدستورية ورحب بالشراكة مع أحزاب وقوى المعارضة في السلطة عبر الحوار وعلى أسس ديموقراطية وفي إطار الدستور الذي قام على التعددية السياسية والحزبية. وفور انتهاء الخطاب غطت سماء العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية الأسهم النارية ورشقات الرصاص التي اطلقها مؤيدوه وأنصاره لأكثر من ساعتين، وسمعت زغاريد النساء في مختلف أحياء العاصمة وخرج الآلاف الى الشوارع في شكل عفوي، في حين أعلنت دوائر المعارضة عن مقتل وجرح عدد من المواطنين برصاص الابتهاج.