خرج أمس مئات الآلاف من اليمنيين المناوئين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح والمؤيدين له إلى الميادين والساحات العامة في مختلف المدن في تظاهرات باتت مشهداً مألوفاً يعكس كل يوم جمعة الانقسام الحاصل في البلاد منذ بدء حركة الاحتجاج في 16 شباط (فبراير) الماضي. وتدفقت حشود من المعارضين إلى ميادين وساحات التغيير في 17 مدينة ومحافظة يمنية، للمشاركة في إحياء «جمعة ثورة حتى النصر»، في تأكيد واضح على مواصلة الاعتصامات والتحركات السلمية المطالبة برحيل الرئيس اليمني. وردد المتظاهرون في العاصمة صنعاء هتافات تطالب برحيل أقرباء الرئيس صالح الذين يسيطرون على الجيش وأجهزة الأمن، ومن تبقى من أركان نظامه، كما نددوا بالتدخلات الخارجية في الشأن اليمني، والتي قالوا إنها تسعى إلى «الالتفاف على الثورة الشبابية الشعبية»، داعين جميع القوى السياسية والثورية إلى تحمل مسؤولياتها والإسراع في تشكيل مجلس انتقالي يدير البلاد. واستنكر خطيب الجمعة في شارع الستين (المعارضة) الشيخ محمد إبراهيم الصيقل الأزمات التي يفتعلها من وصفهم ب «أشخاص من بقايا النظام الحاكم»، ونقص المشتقات النفطية وظهورها في السوق السوداء، وقال إن «بقايا النظام تهدف من خلال هذه الأزمات إلى تركيع أبناء الشعب اليمني الذي خرج ليقف ضد الظلم والطغيان». وفي المقابل شارك أنصار الرئيس صالح الذي يخضع للعلاج في المملكة العربية السعودية من إصابته في عملية التفجير التي استهدفت مسجد دار الرئاسة مطلع الشهر الماضي، في أحياء «جمعة الثبات» في ميدان السبعين تأييداً للشرعية الدستورية، وتأكيداً لتمسكهم بالنظام والقانون ورفض أعمال التخريب والفوضى. وشارك مؤيدو صالح بعد صلاة جمعة الثبات في مسيرة حاشدة رفعوا فيها علم الجمهورية اليمنية وصور الرئيس ولافتات تندد «بجريمة الاعتداء الإرهابي الغاشم والجبان» الذي استهدفه وكبار قيادات الدولة في مسجد الرئاسة، وأكدوا الوقوف «ضد قوى الحقد والتآمر التي تسعى إلى الزج باليمن نحو هاوية الفتن والفوضى والحرب الأهلية». وتلقي الأزمة الراهنة بظلالها على مختلف نواحي الحياة اليومية، في ظل تدهور الوضع الأمني والمعيشي وتزايد مؤشرات الانهيار الاقتصادي وعجز الحكومة عن توفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي وانقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة وبقية المدن لفترات طويلة، وارتفاع أسعار السلع وتعطل معظم الخدمات العامة في البلاد.