ردد مئات الآلاف من المعارضين الذين احتشدوا في شارع الستين في قلب العاصمة اليمنية صنعاء لأداء صلاة جمعة «الإرادة الثورية» أمس، هتافات مناهضة لما وصفوه ب «التدخل الأميركي» في الشأن الداخلي للبلاد، ورفعوا شعارات تطالب بانتقال فوري للسلطة وبتشكيل مجلس انتقالي للحكم في غياب الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية من اصابة لحقت به في تفجير مسجد دار الرئاسة مطلع الشهر الجاري. وفي المقابل أدى عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس صالح صلاة جمعة «حماة الوطن» في جامع الصالح واقاموا مهرجان تأييد للشرعية الدستورية في ميدان السبعين، مرددين هتافات ترفض العنف والفوضى، ورافعين شعارات تنادي بالحوار والاستقرار. وعكست خطبتا الجمعة في حشدي السلطة والمعارضة الانقسام القائم في البلاد، وسط حال التوتر الأمني واقتسام النفوذ بين قوات الجيش والأمن الموالية للنظام ووحدات الجيش المنشقة المؤيدة للمحتجين، فيما الصعوبات الحياتية تتزايد مع اشتداد ازمة الوقود واستمرار انقطاعات التيار الكهربائي لساعات طويلة، وارتفاع أسعار السلع والخدمات بصورة غير مسبوقة. وشهد عدد من المحافظات اليمنية أمس تظاهرات مماثلة للمعارضة، وأقيمت صلاة الغائب على أرواح شهداء ثورات التغيير في اليمن وليبيا ومصر وتونس وسورية، وندد المشاركون ب «التواطؤ الأميركي» لإطالة عمر نظام صالح، وهو ما يعكس عدم ثقة المعارضة بموقف واشنطن بعدما كانت تعلق عليها الآمال في لعب دور يصب في تحقيق مطالبها لجهة إسقاط النظام، وخصوصاً بعد تصريحات مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان في صنعاء اول من امس والتي دعا فيها مختلف الاطراف الى الحوار كسبيل امثل للانتقال السلمي والفوري للسلطة وفقاً للمبادرة الخليجية. ووافقت السلطات اليمنية امس على قيام بعثة تابعة للأمم المتحدة بزيارة لليمن الاثنين المقبل تستغرق 10 أيام لاجراء تحقيقات حول الانتهاكات التي تعرض لها المحتجون. ومن المتوقع أن تجري البعثة لقاءات مع مختلف الاحزاب السياسية ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية المستقلة، والقيام بزيارات ميدانية إلى ساحات الاعتصام في مختلف المدن. إلى ذلك، قالت ل «الحياة» مصادر متطابقة في محافظة عدن (جنوب) ان ثلاثة جنود على الأقل قتلوا وجرح عشرة آخرون أمس بهجوم انتحاري في سيارة مفخخة امام موقع للجيش في مديرية المنصورة يعتقد بأن تنظيم «القاعدة» يقف وراءه، بحسب مصدر امني يمني. وأكدت المصادر ان التفجير جرى بعد ساعات من اشتباكات بين القوات العسكرية ومسلحين هاجموا الموقع ذاته ولاذوا بالفرار بعد إحراق آلية عسكرية وإصابة أحد الجنود بجروح. يذكر أن القوات الحكومية تخوض منذ مطلع الشهر الجاري معارك شبه يومية ضد مسلحي تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين المجاورة، لمحاولة اخراجهم من مدينة زنجبار التي سيطروا عليها اواخر الشهر الماضي.