تعمل وزارة الداخلية السعودية على مشروع لمنع المهربين والمتسللين القادمين من اليمن من دخول منطقة جازان. واستعانت لأجل هذا بخبراء عالميين درسوا حاجات دوريات حرس الحدود من المعدات والكاميرات الحرارية وحواجز منع التسلل لتوفيرها. ويحاول معظم المخالفين التسلل إلى السعودية عبر منطقة جازان، مستغلين التضاريس الجبلية الوعرة والقرى الحدودية المتداخلة مع القرى اليمنية. وعلى رغم ذلك نجحت دوريات حرس الحدود في القبض على نحو 180 ألف شخص عام 1431ه. وجالت «الحياة» على بعض المراكز الحدودية البرية والبحرية في المنطقة للتعرف على جهود الجهات الأمنية في القبض على عشرات الآلاف من المتسللين والمهربين خلال الأعوام الأخيرة. وأكد نائب قائد حرس الحدود في منطقة جازان اللواء محمد الشهري ل«الحياة» أن وزارة الداخلية تسعى من خلال مشروعها الجديد إلى منع التسلل والتهريب بشكل نهائي في غضون الأعوام الخمسة المقبلة. من جهته، ذكر قائد حرس الحدود في منطقة جازان اللواء عبدالعزيز الصبحي ل«الحياة» أن دوريات تمركزت في مناطق حدودية استراتيجية للقيام بمهامها بعد ردع المتسللين الذين حاولوا الدخول إلى حرم حدود منطقة جازان خلال الحرب عليهم. وأضاف أن العمل على مشروع تطوير حرس الحدود الذي تشرف عليه وزارة الداخلية بدأ منذ أشهر، إذ أجرى عدد كبير من الخبراء على مستوى العالم بما فيهم رجال حرس الحدود دراسة مستفيضة عن حاجات رجال حرس الحدود من المعدات والأجهزة الرقابية ونظام الكاميرات الحرارية وحواجز منع التسلل، وسيتم بناء أكثر من حاجز على الحدود السعودية اليمنية، وتصنيفها وفقاً لمعايير هندسية ورقابية عالية المستوى. وقال: «ما قامت به دوريات حرس الحدود خلال الأعوام الماضية جسد نقلة نوعية ومميزة، إذ استطاعت إيقاف التهريب والتسلل وإدخال الممنوعات إلى الأراضي السعودية بنسبة عالية جداً، ونعمل حالياً على إكمال النسبة تماماً حتى يتم تأمين الحدود كاملة، خصوصاً أن «حرس الحدود» استطاعت أن تصل إلى أعلى نقطة في جبال فيفا وحتى المراكز الحدودية التي تربطنا بقطاع عسير». ولفت إلى أن طبيعة الميدان وتنوع التضاريس وصعوبة الوصول إليها يمكن أن يسهم في دخول بعض الممنوعات، إلا أن الأمر اختلف اليوم عمّا كان عليه قبل 5 أعوام، إذ أصبحت الحدود أكثر أماناً. الجيش يساند حرس الحدود أكد رئيس قسم الشؤون العامة الناطق الإعلامي باسم حرس الحدود في منطقة جازان العقيد عبدالله بن محفوظ، أن كتائب من الجيش السعودي تتمركز في أماكن استراتيجية داخل الحدود السعودية لمساندة حرس الحدود في حال تطلب الأمر، مشيراً إلى أن جهوداً بذلت خلال الأشهر الماضية لتحديد منطقة آمنة تفصل بين الحدود اليمنية والسعودية. ولفت إلى أن لدى المراكز والقطاعات الحدودية أسماء المطلوبين أمنياً والمنتمين إلى الفئة الضالة ويتم تحديث البيانات باستمرار ولدى الدوريات استعدادات كافية للتعرف على المطلوبين. وتابع: «رجال حرس الحدود لا يراقبون أو يمنعون التسلل فحسب بل يقومون بإجراءات كبيرة وخطيرة يمكن أن يكونوا ضحايا لها مثل مواجهة المتسللين المسلحين أو الذين يحملون أمراضاً خطرة والدواب المريضة، ورغم ذلك تقوم كل المراكز والقطاعات ببذل الجهود لتوثيق ذلك عملياً من خلال نظام البصمة والتصوير والتحقيق وغير ذلك من الإجراءات التفصيلية المجهدة، ومركز المعلومات يمكن أن يبين لنا أحدث المعلومات عن أي متسلل خلال ثوانٍ معدودة». تواجه دوريات حرس الحدود المتمركزة في جزيرة فرسان (40 كيلو متراً عن مدينة جيزان)، مشكلات تعوق عملها من بينها المياه الضحلة والشعاب المرجانية. وذكر القائم بأعمال قائد قطاع حرس الحدود في جزيرة فرسان المقدم سامي حبودل ل«الحياة»، أن 7 مراكز بحرية و9 نقاط تفتيش ودوريات بحرية وبرية تعمل في قطاع فرسان، تواجه بعض العوائق مثل المياه الضحلة والشعاب المرجانية ووعورة المساحات البرية مثل الجبال، مؤكداً أن مشروع وزارة الداخلية لتطوير حرس الحدود الجديد سيلبي الحاجة إلى الدعم بالمركبات والأجهزة الرقابية. ولفت إلى أن نسبة المتسللين عبر جزيرة فرسان قليلة جداً نظراً لإحكام السيطرة على موانئها والبحر بين فرسان وجازان. 180 ألف متسلل ومهرب خلال عام ألقت دوريات حرس الحدود في منطقة جازان القبض على نحو 180 ألف متسلل ومهرب خلال عام واحد. وأوضحت في إحصائية عن نشاطها خلال العام 1431ه، أنها ضبطت 174599 متسللاً و5090 مهرباً ل24565 كيلو غراماً مواد غذائية و18670 كيلو غراماً من الدقيق، و28325 كيلو غراماً من شمة و12365 كيلو غراماً من التنباك، و3347 كيلو غراماً من الدخان، و2288655 ريالاً سعودياً و35249 رأس ماشية. كما ضبطت دوريات حرس الحدود 68729 قطعة من الذخيرة و201 أسلحة منوعة و3 قنابل و357 ديناميت، إضافة إلى 350 سلك تفجير ديناميت و603 زجاجات خمر و2272735 كيلو غراماً من القات و5985 كيلو غراماً من الحشيش، و15539 حبة مخدرة وأكثر من كيلو ونصف الكيلو من الهيروين.