عندما عاد المنتخب السعودي الذي شارك في الأولمبياد الخاص في أثينا بكل نلك النتائج المفرحة لا بد من التوقف ليس للحظة واحدة بل انها تستحقق لحظات طويلة، ويمكن للاعبي الأولمبياد الخاص أن يصلوا إلى مرحلة الإشباع المعنوي ومن ثم القيام بأدوارهم كأعضاء منتجين في المجتمعات التي يعيشون فيها، اليوم نتأسف حقيقة على بعض من وضعت الثقة فيهم في الكثير من الآمال وصرفت عليهم الملايين واستقدم لهم أحسن المدربين في العالم ونال هؤلاء اللاعبون من الشهرة والمال ما لم يحلموا بها، وياليتهم قدموا ولو نسبة قليلة جداً مما كسبوه(!) على رغم سهولة مهامهم المطالبين بها. اما من يتعاملون مع الأولمبياد الخاص فهم يخوضون تجربة مفيدة وتمنحهم المهارة والصحة والسعادة، وتعمل على توفير تدريبات ومسابقات رياضية على مدار العام، في مجموعة متنوعة من الرياضات الأولمبية، ولذوي الإعاقة الذهنية، وهو ما يمنحهم فرصاً متواصلة لتطوير لياقتهم البدنية، وإظهار ما يتميزون به من شجاعة، واكتساب الشعور بالسعادة، ومشاركة الآخرين في الاحتفاء بما يتميزون به من مواهب ومهارات. وتهدف حركة الأولمبياد الخاص إلى تحقيق نمو نوعي، من خلال استحداث فرص خلاقة تساعد على نقل تجربة الأولمبياد الخاص إلى أعداد متزايدة من الأفراد ذوي الإعاقة الذهنية، والذين يبلغ عددهم نحو 190 مليون نسمة في مختلف أنحاء العالم. ومن ناحية أخرى، فإن ما يهدف إليه الأولمبياد الخاص بصفة خاصة هو زيادة عدد اللاعبين المشاركين إلى 3 ملايين لاعب حول العالم في اقرب فرصة، ومثل هذه البرامج الحيوية ستنشر مفهوم ممارسة اللاعبين للأدوار القيادية على مستوى العالم، وتوجيه الحركة بالكامل لدعم قيم الإرادة والقوة والكرامة، بدلاً من مفهوم العمل الخيري والإحسان. ولا يشترط وجود شروط صعبة، فالتدريبات ومسابقات الأولمبياد الخاص متاحة لكل الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، اعتباراً من سن ثماني سنوات، وليس هناك حد أقصى للسن للمشاركة في الأولمبياد الخاص، بينما الحد الأدنى للمشاركة في مسابقات الأولمبياد الخاص هو ثماني سنوات. قد يسمح أحد البرامج المعتمدة بمشاركة أطفال في السادسة من العمر، كحد أدنى، في تدريبات أولمبياد خاص يوفرها ذلك البرنامج المعتمد، أو في أنشطة ثقافية أو اجتماعية (تتناسب مع مقتضيات تلك المرحلة السنية). بقي بأن نقول إن وجود منتخب سعودي يشارك في الأولمبياد الخاص هو من العوامل غير السهلة كونه خاض مباريات صعبة وقوية مع منافسين مدربين ومؤهلين الى اعلى المستويات، وبمعنى أكثر دقة فإن المنتخب السعودي البطل الذي عاد من اليونان موشحاً بالذهب والميداليات الأخرى يستحق منا التفاتة تشجيع على قدر ما قدموه لنا وما قدموه قبل اي شيء آخر للوطن وتشارك في تكريمهم كل الفعاليات القادرة على التكريم من خلال برامج تشجيعية وان ينالوا القدر البسيط مما يناله لاعب حقق انجازاً محلياً في كرة القدم، فما هو الفارق بين لاعب مثّل الوطن بكل جدارة واستحقاق في منتخب الأولمبياد الخاص وبين لاعب مثل نادياً في بطولة محلية كان سيفوز بها او يفوز بها غيره من أندية الوطن. إننا بالفعل نحتاج الى وجود دعاية إعلامية لهؤلاء الأبطال لكي لا يتأخر تكريمهم لأننا لا نشك لحظة واحدة من ان التكريم حاصل، ولا سيما أن اتحاد هؤلاء اللاعبين يقف عليه ويترأسه أمير الشباب نواف بن فيصل، وحتى لا تتكرر قصة المنتخب الذي فاز بكأس العالم مرتين، فماذا ننتظر من منتخب فاز بكأس العالم؟ [email protected]