رواية «رحلة إلى العالم الآخر» للكاتبة الشابة وعد بنت إبراهيم عارف، وهي باكورة إنتاجها الروائي، مزجت فيها الواقع بالخيال؛ فتشابكت خيوطهما بإحكام وحرفية لتقدم للقارئ رواية إنسانية ممتعة. تدور أحدث الرواية بين مدينة الرياض ومدينة أجنبية، إذ تعيش (سارة) بطلة الرواية التي تُوفّي زوجها في حادثة اصطدام في تلك المدينة قبل أن يرى مولوده (إياس)؛ لتعاني وحدها بعد وفاة أمها وأبيها في رحلة البحث المضنية عن توفير حياة كريمة لها ولابنها في دروب الحياة الشاقة بمساعدة أخيها الوحيد خالد، الذي تُوفّي لاحقاً بالسرطان. اضطرت سارة إلى أن تعمل خياطة ملابس في أحد المشاغل النسائية في الرياض؛ لكي توفر متطلبات الحياة لها ولابنها. وعلى رغم مما عانته وتحملته من قسوة تعامل مديرة المشغل لطيفة، وصبرها على مضايقات بعض العاملات الوافدات في المشغل بسبب تميزها وحب الزبائن لها، تجاوزت محاولة تسميمها من جانب إحدى العاملات، وخرجت من المستشفى بعد تعرضها لحالة حرجة لمدة أربعة أيام. وعلى رغم تلك الأحداث الحزينة التي لفّت حياة ومصير (سارة) فإن ابنها الوحيد (إياس) الانطوائي، الذي لم يتجاوز السادسة من عمره، ولم يكمل عامه الأول دراسياً، والذي وُلد دون أن يرى والده، أصبح حديث الناس والمجتمع؛ فهو يحلم ويكتب ويرسم باللغة الأجنبية التي لا يعرفها، ويقول إن والده هو مَنْ يخبره بها ويتنبأ بالأحداث المستقبلية كمرض وموت خاله خالد بالسرطان، وتسميم والدته في المشغل، واحتراق منزل قريبهم، وهروب بنت عمه.. وغيرها من الأحداث الجسيمة المربكة ل(سارة)، التي اضطرت معها إلى أن تغادر المملكة إلى المدينة الأجنبية من مطاردة الصحافيين وخشية من تصرفات الفضوليين وأذيتهم ل(إياس). وتتناول الرواية رحلة سارة مع ابنها (إياس) في تلك المدينة، ثم مقتل (إياس) في انفجار كبير في إحدى الأسواق التجارية هناك؛ ما أدى إلى إصابتها ودخولها المستشفى للعلاج؛ لتجد أن زوجها (ياسر) هو أيضاً نزيل المستشفى ذاته، وأن الأخبار التي وردت لهم عن مقتله منذ ست سنوات في حادثة مرورية لم تكن صحيحة بل كان في غيبوبة، أفاق منها أخيراً بعد رؤية زوجته؛ ليعودا إلى الرياض دون ابنهما (إياس)، ويقررا أن يحرقا كل رسوماته وملابسه وذكرياته في محاولة يائسة لنسيانه. تقع الرواية في 98 صفحة من الحجم الصغير.