واشنطن - «نشرة واشنطن» - أفاد تقرير «حالة الغذاء والزراعة» الصادر عن «منظمة الأغذية والزراعة» (فاو) التابعة للأمم المتحدة، بأن النساء المزارعات في العالم النامي قادرات، إذا تلقين قدراً بسيطاً من العون، على تأمين الغذاء لنحو 150 مليون نسمة من الجياع في شتى أنحاء العالم. وأشار إلى أن «ردم الفجوة بين الجنسين في الزراعة ضرورة قصوى». وأوضح المدير العام للمنظمة، جاك ضيوف، إنه يقدم «حالة عملية قوية تنادي بالمساواة بين الجنسين في الزراعة». واستنتج التقرير أن «النساء المزارعات في المناطق الريفية أقل إنتاجية من المزارعين الرجال، لكنهن لو أعطين مجالاً أفضل لفلاحة الأرض والحصول على الوقود والأسمدة والبذور، فإنهن سيخرجن بمحاصيل ومنتجات أكبر». ويقدر الباحثون في «فاو» أن الأثر الذي قد تخلفه هذه المحاصيل الأكثر وفرة يعني تلبية حاجات نحو بليون نسمة من الجياع عالمياً. وتبين لهم أن إنتاج المزَارع التي تديرها النساء سيرتفع بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة، ما يقلّص أعداد الجياع عالمياً بنسبة تتراوح بين 12 و17 في المئة. وأوضح محرر التقرير، تري رايني، أن الخطوة الأولى لزيادة إنتاج المزارعات تتمثل في إلغاء التمييز الذي يبيحه بعض القوانين الوطنية. وأضاف: «في الكثير من الدول، لا تحظى النساء بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها الرجال في شراء الأراضي وبيعها وتوارثها، أو في فتح حسابات ادخار في المصارف أو اقتراض الأموال وتوقيع العقود أو بيع منتجاتهن». ولفت التقرير إلى أن «من شأن تمكين النساء بخطى حثيثة في ميدان الزراعة، أن يؤدي إلى فوائد اجتماعية أعم، إذ حين تكسب النساء المزارعات مداخيل أعلى، ينفقن أموالهن على تحسين الرعاية الصحّية لأبنائهن وتعليمهم وتغذيتهم». دعم أميركي للنساء المزارعات وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في خطاب ألقته في كانون الثاني (يناير) الماضي، أن سياسة الولاياتالمتحدة إزاء التنمية الدولية، كما وضعتها حكومة الرئيس باراك أوباما، تستهدف «وضع النساء في الصدارة وفي صلب عملها الإنمائي». وأضافت: «بدأنا في تصميم البرامج التي تأخذ في الاعتبار حاجات النساء، عبر توظيف مزيد منهن كعناصر تتواصل مع المزارعات أو مربيات في الصحّة العامة، ونحن ندرب مزيداً منهن في الدول الشريكة لكي يقمن بأنفسهن بأعمال التنمية، مثلاً عبر المنح الدراسية التي تقدم لعالمات زراعيات في كينيا». وأطلقت وزارة الخارجية برنامج «النساء الأفريقيات في الأبحاث والتنمية الزراعية»، ومهمته دعم العالمات الزراعيات في القارة السمراء. وكانت كلينتون اجتمعت بمشاركات في هذا البرنامج خلال رحلة الى أفريقيا عام 2009، رافقها فيها وزير الزراعة الأميركي توم فيلساك الذي أشاد بمنجزات العالمات الأفريقيات. وبتعزيزه مهارات النساء في الزراعة، فإن برنامج «النساء الأفريقيات في الأبحاث والتنمية الزراعية» يمنح نساء القارة نفوذاً أكبر في القطاعات الزراعية لاقتصاد بلدانهن، وبالتالي يدفع عجلة السياسات التي تدعم النساء المزارعات.