أوضح الكاتب صاحب منتدى السالمي الثقافي الباحث حماد السالمي، أن الصوالين الأدبية والمنتديات الثقافية الخاصة، «هي ملتقيات ثقافية خارج أسوار المؤسسات الرسمية المعتادة، وتلبي حاجة اجتماعية ملحة، وتوفر أمكنة ملائمة ومناسبة يلتقي فيها الأدباء والباحثون والمثقفون في فضاءات رأي شفافة»، مشيراً إلى أنه من هنا «تنطلق فكرة منتدى السالمي الثقافي منذ إنشائه قبل 30 عاماً، وحتى بعد انتقاله إلى مقره الجديد في بني سالم، وتنفيذ برامج ثقافية ممنهجة أكثفها وأكثرها في أشهر الصيف بطبيعة الحال، ويسعى إلى إيجاد حركية ثقافية وفكرية تجمع بين النخبة وبقية أقطاب المجتمع، وخدمة الطائف أدبياً وثقافياً، والتصدي لطباعة وإصدار الكتب في هذا الاتجاه». وإذا ما كانت المواضيع المقدمة في الصالون خاضعة لرقابة ما، أجاب أن الرقابة «بالمعنى الذي تقصد غير موجودة حتى في أروقة المؤسسات الثقافية الرسمية، توجد رقابة ذاتية عندي وعند غيري من أصحاب المنتديات الخاصة، تضع خطوطاً حمراء ضد ما هو مسيء لدين أو أخلاق أو عادات وتقاليد أو قبائل وأسر وأشخاص، أو ما يضر بوحدتنا الوطنية، ويمس أمننا الوارف بحمد الله، ونحرص على استضافة أسماء معروفة بولائها لله وللوطن، بعيدة عن كل نزعة جاهلية أو تطرفية أو إلحادية». ولفت السالمي إلى أن وجود وكثرة الصوالين الأدبية والمنتديات الثقافية الخاصة، «ظاهرة صحية في المجتمع، وهي تدعم جهود المؤسسات الثقافية الرسمية، وتسد نقصها إن وجد، وتوفر فرص المنافسة الشريفة في هذا المجال، ولكن ليس كل صاحب منتدى قادر مادياً على الترقي بمناشطه كما ينبغي، وهنا تبرز الحاجة إلى دعم هذه المنتديات من الدولة أو من القطاع الخاص، وهذا أمر تكلم فيه غيري من قبل، وهو جدير بالحديث والكلام عليه». وفي ما يتعلق بالرأي الذي يقول إن الصوالين فيها هامش من الحرية أكثر من المؤسسات الرسمية، قال السالمي: «إذا كانت هذه الحرية إيجابية وتعزز من قيمة الفعل الثقافي في المجتمع فأهلاً بها.. نحن نتمتع في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهامش حرية واسع وجيد، والكلام في الشأن العام متاح في كل مكان، وإذا أتى في صالون أدبي أو منتدى ثقافي بشكل منظم ومبرمج، ووسط نخبة ممن يجيدون الكلام في المواضيع المطروحة، فهذا مكسب كبير للوطن والمجتمع ولا يأباه أحد، بل هو مرحب به من الكل». وذكرته «الحياة» بأنه عندما أسس الدكتور عبدالمحسن القحطاني صالونه الثقافي أو أسبوعيته، وكان بعد أن خرج من نادي جدة الأدبي، وأنه سئل حينها هل يريد منافسة النادي، وأن السؤال نفسه يوجه إلى السالمي اليوم، فرد قائلاً: «منتدى السالمي الثقافي لا يسعى إلى منافسة أحد، بل نسعى من خلاله إلى التميز والانفراد في الطرح واستقطاب الأدباء والمثقفين، وها نحن نحقق فعالية بعد أخرى، ذلك أن عدد حضور بعض فعالياتنا يصل إلى 150 أديباً ومثقفاً، ولا يقل عدد حضور الفعالية الواحدة عن 70، وسُبع هذا العدد هو نصيب الفعالية الواحدة في كثير من المؤسسات الرسمية، وهذا واضح حتى عند غيري مثل إثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة، وأربعائية الدكتور عبدالمحسن القحطاني على سبيل المثال». وأشار السالمي على أن منتدى السالمي الثقافي «يهتم بالطائف إنساناً ومكاناً وزماناً، ويحرك الساكن فيه، من خلال الندوات والمحاضرات والأماسي الثقافية بشكل عام، ويتفقد سجله التاريخي والأدبي، ويكرم المشاهير والأعلام، ويطبع الكتب التاريخية والأدبية والفنية، ويوفر قنوات تواصل بين المجتمع وكبار المسؤولين في المحافظة ومن ثم الدولة، ويضع المطالب والاحتياجات كافة على مشرحة الدرس والنقاش بين الكل، هذا ما تميز به المنتدى وسيظل يتميز به مستقبلاً».