اتهمت موسكوالولاياتالمتحدة بسد طريق الحوار حول «الدرع» الصاروخية، ولوحت بإنشاء منظومة دفاع روسية من دون التنسيق مع الغرب. وفي تصعيد في اللهجة غير مسبوق منذ أكثر من سنتين، حمل المندوب الروسي الدائم لدى حلف شمال الأطلسي ديمتري روغوزين بقوة على واشنطن وقال إن المفاوضات الروسية – الأميركية حول برنامج نشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا «وصلت إلى طريق مسدود»، بسبب تعمد الولاياتالمتحدة وشركائها في حلف الأطلسي «المضي في برامجهم الخاصة من دون التنسيق أو الاستماع لرأي روسيا». وأكد روغوزين ان روسيا ستجد نفسها مضطرة مع حلول نهاية هذا العام إلى الشروع بتنفيذ برنامجها الخاص لنشر درع صاروخية روسية «في حال لم نتمكن في أسرع وقت من تذليل عقبات عدة وضعها الجانب الغربي»، مؤكداً أنه في هذه الحال «لن يكون مجال للحديث عن تعاون بين البرنامجين». وشدد المسؤول الروسي على أن بلاده «لن تربط بين مسائل دفاعها الجوي الفضائي وخطط الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي، بل ستحدد أولويات تعزيز أمنها انطلاقاً من رؤيتها الخاصة لمصالحها». ويأتي التصعيد الروسي قبل يومين من موعد قمة «روسيا – الأطلسي» المقررة غداً الأحد، ما أوحى بأن موسكو أرادت توجيه رسالة تحذيرية مباشرة بأن الفشل في التوصل إلى اتفاق في هذه القمة ستنسف مجالات الحوار، وهو ما أشار إليه روغوزين عندما أكد أن بلاده «لن تحضر قمة الأطلسي» المقررة في شيكاغو في أيار (مايو) المقبل. وتطالب موسكوواشنطن والحلف الأطلسي بتحديد رؤيتهما لطبيعة منظومة الدفاع الصاروخي التي يعتزمان نشرها قبل حلول نهاية هذا العام، وترفض المشاركة في أي لقاء أو قمة لا يشتمل جدول الأعمال فيها على توقيع وثائق واضحة. وأوضح روغوزين أن موسكو مقتنعة تماماً بأن الدرع الصاروخية الأميركية موجهة ضد روسيا وتهدف إلى تطويقها وشل قدراتها العسكرية، معتبراً أن «الضمانة الحقيقية الوحيدة لروسيا هي تراجع واشنطن عن الفكرة تماماً». واعترف روغوزين بأن فجوة تفصل روسيا عن الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بقدرات البلدين الصاروخية، لكنه قال إن بلاده «سوف تسد الفجوة في العام 2015» عند دخول منظومات «اس-500» الجديدة للدفاع الجوي الفضائي الخدمة في الجيش الروسي. وحذر من أن روسيا «لن تسمح أبداً بأن يقترب أحد من الزر الأحمر» في منظومتها الدفاعية، مؤكداً ان نظامي القوات الاستراتيجية النووية والدفاع الجوي الفضائي الروسيين سوف يبقيان تحت السيطرة الوطنية. وكانت موسكو عرضت تعاوناً في بناء «الدرع « المنوي نشرها في أوروبا، على أساس بناء منظومة أوروبية متكاملة في شكل مشترك، لكن «الأطلسي» تجاهل الدعوة، واقترح أن تلعب محطات الرادار الروسية دوراً رديفاً، وهو أمر رفضته موسكو بقوة وقالت إنها مستعدة للتعاون شرط أن تكون «شريكاً كاملاً».