أعربت موسكو عن قناعتها بضرورة التوصل مع حلف شمال الأطلسي إلى اتفاق ملزم يقضي بعدم نشر حشود عسكرية «ملموسة» على أراضي البلدان الجديدة في الحلف. ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أمس، عن مصدر عسكري مسؤول في موسكو أن روسيا تنوي طرح هذا الموضوع خلال الزيارة المرتقبة للأمين العام لحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسين إلى موسكو الشهر المقبل، وتسبق هذه الزيارة القمة الروسية – «الأطلسية» التي تُعقد مباشرة بعد ذلك. وأوضحت المصادر العسكرية الروسية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سلّم راسموسين مسودة الاتفاق في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وأضافت أن المقصود «التوصل إلى اتفاق واضح يحظر نشر حشود إضافية في بلدان انضمت إلى الحلف الغربي في الفترة التي تلت تفكك الاتحاد السوفياتي». ونقلت «كوميرسانت» كذلك عن مصدر «أطلسي» تأكيده أن الحلف «تلقى مسودة الاتفاق، لكن المشكلة الأساسية التي تمنع إبرامه تكمن في عدم تحديد مفهوم موحد لعبارة الحشود الملموسة»، مشيراً إلى أن الحلف لا يعتبر أن حشوداً عسكرية تضم مئات أو آلاف الأفراد يمكن النظر إليها باعتبارها «قوات ملموسة». وقال مندوب روسيا لدى الأطلسي دميتري روغوزين، إن روسيا تفهم القوات الملموسة على أنها وحدة عسكرية بحجم لواء أو فوج طيران تضم أكثر من 41 دبابة أو 188 مدرعة أو 90 مدفعاً من عيار 100 ملم وما يزيد أو 24 طائرة قتالية أو 24 طائرة مروحية هجومية، مضيفاً أن «الأطلسيين لا يريدون أن يوقعوا على شيء ملزم كهذا». في الوقت ذاته اعتبر مصدر رفيع في الخارجية الروسية أن روسيا ترى ضرورة أن يوقع الأطلسي هذا الاتفاق «لمنع نشر سلاح نووي أو حشود عسكرية مكثفة على أراضي أعضائه الجدد». في غضون ذلك، أكدت واشنطن نيتها العمل مع موسكو على تحقيق مشروع «الأطلسي» للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا والذي ينص على إقامة منظومة دفاع جوي متكاملة في القارة الأوروبية. وقال معاون وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا وأوراسيا فيليب غوردون إن بلاده تسعى الى مناقشة هذا الموضوع في قمة لشبونة الشهر المقبل. وكان الأمين العام ل «الأطلسي» اقترح نشر منظومة درع صاروخية تمتد من فانكوفر غرباً حتى فلاديفوستوك شرقاً للربط بين منظومة الدفاع الجوي الأميركية ومنظومة الحلف لمسرح العمليات ومنظومات وطنية مع إشراك روسيا في المشروع. لكن الاقتراح الأميركي قوبل بتحفظ روسي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن روسيا تريد أن «تفهم ماهية مشروع الأطلسي لإنشاء درع صاروخية أوروبية». وقال ريابكوف: «علينا أن نفهم في شكل صحيح ودقيق ما هي الدرع الصاروخية الأوروبية التي يريد الأطلسي إنشاءها، والمهمة المفترضة لهذه المنظومة». واعتبر ريابكوف أنه «ينبغي، أولاً، على روسيا والأطلسي إجراء تحليل مشترك للتحديات الأمنية، وبعد ذلك يمكن موسكو أن تتخذ قراراً في شأن مشاركتها في هذا المشروع».