لم تحسَم نتيجة الاتصالات الروسية– التركية في شأن مصير مدينة تل رفعت في ريف حلب للجيش التركي وفصائل سورية موالية لأنقرة، غداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الوصول إلى المدينة التي يسيطر عليها الأكراد هو الهدف المقبل لبلاده. وبعد تضارب المعلومات في شأن سيطرة أنقرة على المدينة، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن ما حصل أول من أمس هو تسليم نقاط في محيط تل رفعت للقوات التركية، لكنه أشار إلى أن أي مقاتل لم يدخل إلى المدينة كما لم يجرِ تسليم مطار منغ العسكري بعكس ما ذكرته بعض المصادر الإعلامية. وأوضح «المرصد» أن كلاً من النظام السوري وإيران و»قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، وهي تحالف عسكري يهيمن عليه الأكراد ويدعمه التحالف الدولي لمحاربة «داعش» يرفض اتفاقاً روسياً–تركياً لدخول القوات التركية إلى المنطقة. وينتشر جنود روس في تل رفعت التي وصلوا إليها بعد بدء العملية العسكرية في منطقة عفرين. وحذر «المرصد» من اندلاع معارك بين «ميلشيات موالية لإيران» وفصائل «غصن الزيتون» إذا أرادت تعطيل أي اتفاق روسي - تركي. وكانت وسائل إعلام تركية ذكرت أن القوات التركية و «الجيش السوري الحر» سيطرا على المدينة ومطار منغ العسكري بعدما كانا تحت سيطرة مقاتلين أكراد. ووفق مصادر إعلامية تركية، فإنّ مدينة منبج هي الهدف التالي للقوات المسلحة التركية بعد السيطرة على تل رفعت. في المقابل، نفى الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين، بروسك حسكة الأنباء عن سيطرة قوات «غصن الزيتون» على تل رفعت، واصفاً إياها ب «الكاذبة» وبأنها تأتي في إطار الحرب الإعلامية. وشدد المسؤول الكردي على أن «الوحدات» موجودة في منطقة الشهباء المحيطة، مشيراً إلى «جاهزية مقاتليها لصد محاولات أنقرة وحلفائها للاستيلاء على تل رفعت». في غضون ذلك، أعلنت رئاسة الوزراء التركية أنها ستفتح بوابة جمركية مع منطقة عفرين في بهدف «تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وإعمار المنطقة» بعد سيطرتها الكاملة على المنطقة التي كان يسيطر عليها مقاتلون أكراد. وأشارت وكالة أنباء «الأناضول» أن الحكومة التركية قررت فتح بوابة جمركية بين ولاية هاتاي جنوبتركيا ومنطقة عفرين. ومن المقرر أن يكون موقع البوابة الجمركية في قرية حمام الحدودية التي تتبع قضاء قوملو شرق ولاية هطاي وتبعد نحو 10 كيلومترات من بلدة ومركز ناحية جنديرس في عفرين. وأشارت الوكالة إلى أن «الهدف من فتح هذه البوابة الجمركية وهي الأولى من نوعها مع منطقة عفرين، هو تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وإعمار المنطقة». وكلفت رئاسة الوزراء التركية والي هاتاي «مهمّة تنسيق أعمال إدخال المساعدات الإنسانية وإعمار المنطقة وإعادة تأسيس النظام وإرساء الاستقرار فيها». في غضون ذلك، دعا «الجيش الحر»، أمس في بيان مصور أهالي عفرين حلب للعودة إليها. وقال قائد «تجمع أحرار الشرقية» أبو حاتم شقرا، في بيان مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: «قمنا بعد تحرير المدينة بنزع الألغام من المدينة التي أضرت بالمدنيين والعسكريين، وبحمد من الله أصبحت مدينة عفرين وريفها مؤمنة بالكامل من الألغام». ودعا «المدنيين الذين خرجوا بسبب هذه المعركة أن يعودوا إلى المدينة بعد ما أصبحت جاهزة للسكن في شكل كامل». وفي الإطار ذاته، أعلن الجيش التركي أمس، تفكيك وتدمير 95 لغماً ومتفجرات مصنوعة يدويا منذ سيطرته على مركز مدينة عفرين في 18 الشهر الجاري. وأكد بيان صادر عن رئاسة الأركان العامة التركية استمرار التحضيرات ل «توفير عودة آمنة لأهالي المنطقة إلى منازلهم في عفرين».