حقّقت القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحرّ» تقدّماً واسعاً على الوحدات الكردية منذ دخول أرتال عسكرية مؤيدة للنظام السوري إلى منطقة عفرين، موسّعة سيطرتها إلى نحو 18 في المئة من مساحة المنطقة. وشهدت عفرين، شمال غربي حلب، أمس قصفاً تركياً مدفعياً وجوياً تزامناً مع محاولات للتوغل إلى عمق المدينة التي تسيطر عليها الوحدات الكردية. واستهدفت الطائرات التركية مناطق في بلدة جندريس في الريف الجنوب الغربي لعفرين وناحية شرّا وقرى تابعة لمنطقة معبطلي، ما أدى إلى مقتل طفل كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة بين القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» من جهة، و «وحدات حماية الشعب» الكردية وقوات «الدفاع الذاتي» من جهة أخرى، على محاور في الريف الشمال الغربي لعفرين وناحية جنديرس، حيث تقدمت قوات «غصن الزيتون» لتوسع سيطرتها إلى 63 قرية وبلدة بلبلة، ما يعادل 18 في المئة من مجموع قرى عفرين. وتمكنت القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» من الوصول إلى مشارف بلدتي جنديرس وراجو الاستراتيجيتين، فيما أفادت تقارير بأنها تمكنت من الدخول إلى جندريس وباتت على بعد كيلومترات من مركز المدينة. وتصاعد القصف التركي والهجوم البري بعد دخول قوات موالية للنظام السوري إلى عفرين منذ 20 الشهر الجاري، بعد اتفاق بين القوات الكردية ودمشق. وشهدت عفرين عشرات الضربات الجوية وقصفاً بمئات القذائف الصاروخية والمدفعية، طاولت جنديرس والشيخ حديد وراجو ومعبطلي وبلبلة وشرّا ومدينة عفرين. وتمكنت القوات التركية من تحقيق تقدم واسع، إذ سيطرت القوات التركية منذ دخول القوات التابعة للنظام إلى عفرين على 17 قرية على الأقل، ما يعادل أكثر من ربع مجموع ما سيطرت عليه منذ بدء عملية «غصن الزيتون» في شهرها الأول. إلى ذلك، أكد الجيش التركي أمس، تدمير 782 هدفاً لما يصفها ب «التنظيمات الإرهابية»، بغارات شنتها مقاتلاته منذ انطلاق العملية العسكرية. وذكر بيان عن الجيش أن الأسلحة والذخائر «تستخدم في شكل يتناسب مع قواعد الحرب، بهدف تحييد الإرهابيين وإنقاذ أهالي المنطقة، الأصدقاء والأشقاء، من ضغوطهم وظلمهم». ولفت البيان إلى «تحييد 1931 إرهابياً منذ انطلاق غصن الزيتون في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، مشيراً في المقابل إلى مقتل 32 عسكرياً تركياً. وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن الجيشين التركي و «السوري الحر» تمكّنا من «تطهير» قريتي حجلار وأبو كعب التابعتين لجندريس جنوب غربي عفرين. وأشارت إلى ارتفاع عدد المواقع التي سيطرت عليها قوات «غصن الزيتون» إلى 103 من بينها مركز ناحية، و75 قرية و6 مزارع و20 جبلا وتلة استراتيجية، وقاعدة عسكرية. في المقابل، كشف مصدر كردي في تصريح إلى وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية أن عدد القتلى بين العسكريين والمدنيين منذ بدء العملية التركية وصل إلى 187 قتيلاً، إضافة إلى إصابة 560 شخص بجروح. توازياً، واصلت القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» محاولة وصل مناطق سيطرتها في شمال عفرين، بمناطق سيطرتها في القطاع الغربي، وبات جيبان منفصلان يفصلان القوات التركية والفصائل عن وصل هذه المناطق ببعضها، أولها الجيب الواقع في منطقة ميدان إكبس في أقصى شمال غربي عفرين بطول نحو 5 كيلومترات، والجيب الواقع بين منطقتي جنديرس والشيخ حديد بطول نحو 7 كيلومترات. ولفت «المرصد» إلى أنه في حال تمكنت قوات «غصن الزيتون» من السيطرة عليها، فإنها تكون فرضت سيطرتها على حوالى 150 كيلومتر على طول الشريط الحدود بين عفرين وتركيا وعفرين ولواء إسكندرون، موسعة نطاق سيطرتها على الشريط الحدود لنحو 260 كيلومتر ممتدة من الضفاف الغربية لنهر الفرات عند منطقة جرابلس وصولاً إلى منطقة آطمة جنوب غربي عفرين. في غضون ذلك، رأى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن العملية العسكرية أدت إلى «تحرير جزء مهم من المناطق الحدودية من التنظيمات الإرهابية»، مشيراً إلى أن الجنود الأتراك يتحركون في «حذر شديد للغاية من أجل الحيلولة من دون تضرر أي مدني».