قال نائب رئيس الوزراء التركي فكري إيشق إن تركيا لن تكون في حاجة إلى شنّ عملية عسكرية في مدينة منبج، الخاضعة لسيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي، في حال «التزمت» الولاياتالمتحدة ب «وعودها» بإخراج المقاتلين الأكراد من المدينة. وأضاف إيشق في تصريح تلفزيوني أمس، «لقد قطعوا (الأميركيون) مئات الوعود وذلك في عهد إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما»، مشدداً على أنه جرى تقديم هذه «الوعود» رسمياً وتسجيلها جميعاً. وكرر موقف الرئيس التركي رجب طيب أرودغان قائلاً إن في حال لم تفِ واشنطن ب «وعودها»، فإن «تركيا ستقوم بكل ما هو ضروري». وكان أردوغان أعلن أول من أمس، أن مدينة تل رفعت الخاضعة لسيطرة الأكراد ستكون الهدف المقبل لتركيا في سورية استكمالاً لعملية «غصن الزيتون»، وذلك بعد فرض القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحر» سيطرتها على منطقة عفرين في شكل كامل. وتوعّد أردوغان أيضاً بشنّ هجوم عسكري على منبج في حال فشل المحادثات الديبوماسية الجارية بين أنقرةوواشنطن في شأن تسوية في المدينة، تقضي بإخراج المقاتلين الأكراد منها و «تسليمها لأصحابها الأصليين». وتمثل «تل رفعت» مكسباً استراتيجياً مهماً لأنقرة، إذ تقع على طريق استراتيجي يربط بين مدينتي عفرين ومارع، التي تعتبر معقلا رئيسياً لفصائل المعارضة المساندة لتركيا شرقاً. ويمكن للاستيلاء عليها أن يربط منطقة المعارضة بين عفرين ومارع. وتحتاج أنقرة في أي تحرّك مستقبلي في تل رفعت إلى تنسيق مع روسيا التي تنشر عناصر من الشرطة العسكرية منذ آب (أغسطس) الماضي تنفيذاً لاتفاق «خفض التوتر». وأفادت مواقع محسوبة على المعارضة السورية، بأنّ مسؤولين أتراك وروس عقدوا اجتماعات متكررة في الأيام الأخيرة الماضية بهدف البحث في مصير تل رفعت، وتوصلوا إلى اتفاق على دخول تركياً عسكرياً المنطقة. وكشف موقع «شبكة شام» أن الاجتماع الأخير قبل إعلان أردوغان عن العملية العسكرية في تل رفعت، والذي جرى في بلدة كفرنايا شمال حلب أول من أمس، تخللته «مفاوضات صعبة». وأشار إلى أن الجانب الروسي رفض عدداً من المطالب التركية أبرزها تسليم المناطق القريبة من بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة النظام، ما يعني محاصرة هاتين البلدتين من جهات ثلاث، إذ تتخوّف موسكو من محاولة فصائل المعارضة استعادة السيطرة على البلدات التي تمكنت القوات النظامية من استرجاعها. أما في ما يتعلّق بمدن وبلدات أخرى أبرزها تل رفعت ومنغ، فوافق الجانب الروسي على «إجبار» المقاتلين الأكراد على الانسحاب منها، وفق «شبكة شام»، التي أشارت إلى أن موعد تنفيذ الانسحاب لم يتم الاتفاق عليه وأن المفاوضات لا تزال مستمرة.