القدس المحتلة، عمان - أ ف ب، رويترز - أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية الأربعاء بأن وزراء إسرائيليين اتهموا الجيش الإسرائيلي بتضخيم مخاطر التهديد الذي يشكله بعض ركاب أسطول المساعدات الدولية الذي يحاول كسر الحصار البحري عن قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن وزراء عدة من الحكومة الأمنية المصغرة من دون ذكر أسمائهم قولهم إن الادعاءات مجرد «مناورة إعلامية» و «هيستيريا علاقات عامة». وكانت الناطقة باسم الجيش اللفتنانت كولونيل افيتال لايبوفيتز تحدثت الاثنين عن معلومات جمعتها الاستخبارات العسكرية مفادها أن «عناصر أصولية» هي بين المشاركين في الأسطول، إضافة إلى وجود سفن تنقل «مواد كيماوية حارقة خطيرة». إلا أن وزراء الحكومة الأمنية قالوا لصحيفة «معاريف» إنهم لم يبلغوا بذلك خلال الاجتماع حول الأسطول، الذي عقد في وقت سابق من الأسبوع، واتهموا مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالوقوف وراء المعلومات المضللة. وقال وزير للصحيفة إن «رئيس الوزراء قرر تغيير الرواية حول طبيعة الأسطول لسببين يرتبطان بالمجتمع الدولي: الأول للتغطية على نفسه، فإن سارت الأمور في العملية العسكرية في شكل خاطئ ووقعت إصابات فستكون إسرائيل قادرة على القول إنها حذّرت من ذلك مسبقاً. والسبب الثاني هو الضغط على المجتمع الدولي حتى تمنع الحكومات السفن من مغادرة الأسطول منذ البداية». وذكرت الصحيفة أن الوزراء غاضبون بسبب عدم إبلاغهم بالتهديدات المزعومة للأسطول الذي سينطلق بعد أكثر من سنة على الأسطول الأول. وانتهت المحاولة الأولى لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة بمقتل تسعة ناشطين أتراك بعدما هاجمت البحرية الإسرائيلية السفينة التركية «مافي مرمرة» التي كانت تتقدم أسطول المساعدات. وتتابع إسرائيل عن كثب التحضيرات للأسطول الجديد بينما قال الوزراء إن «من غير المعقول» أن تقوم المؤسسات، وبينها الجيش الإسرائيلي، بإرسال معلومات إلى وسائل الإعلام عكس ما قيل لنا». ونقلت «معاريف عن وزير آخر طلب عدم الكشف عن اسمه «هناك أسباب متزايدة تدعو للاعتقاد بأن هذه حملة دعائية، فلم يعرض أي شيء من المعلومات التي عممت على وسائل الإعلام علينا». وكان وزير الإعلام يولي ادلشتاين أعلن للإذاعة العامة الأربعاء أن «منظمي الأسطول أكدوا عدم وجود متطرفين بينهم لكنهم يكذبون بالطبع، ولا شك لدي على الإطلاق في أنهم يسعون إلى الاستفزاز تماماً مثل الذين سبقوهم». ورفض منظمو الأسطول الثلثاء ادعاءات الجيش الإسرائيلي بوجود «خلية من المتطرفين» على متن السفن. ومن المقرر أن تنطلق 9 أو 10 سفن على متنها حوالى 300 ناشط من 22 بلداً بينهم نواب فرنسيون وسويديون ونرويجيون وإسبان إضافة إلى فنانين وكتاب بينهم كاتب الروايات البوليسية السويدي هينينغ مانكل فضلاً عن صحافيين عددهم بين 30 و50. وكان المنظمون أعلنوا في البداية عن مشاركة نحو عشرين سفينة و1500 ناشط. وندد منظمو الأسطول ب «العوائق الإدارية من السلطات اليونانية» التي يقولون إنها تجرى «بضغط من إسرائيل». وقالت ديبرا، الناشطة الأميركية التي ستبحر على متن السفينة «اوداسيتي هوب» التي ترفع العلم الأميركي، «يريد الإسرائيليون أن يستنزفونا، يقومون بكل ما في وسعهم لثنينا، وهم يستخدمون سلاح الوقت». وأضافت هذه الناشطة «رفعت مجموعة إسرائيلية شكوى مختلقة على سفينتنا موضحة أنها ليست صالحة للإبحار، والسلطات اليونانية مضطرة ويا للأسف للنظر في هذا الاحتمال». ويعرب ناشطون آخرون عن القلق من أن تبدي إسرائيل «رد فعل مبالغاً فيه» على الأسطول، بسبب «دعاية» مبنية على تقارير رسمية «تشير إلى أن ناشطين عنيفين يقيمون صلات مع إرهابيين موجودون على متن السفينة». إلى ذلك، أعلنت لجنة «شريان الحياة» النقابية الأردنية الأربعاء شراء سفينة بقيمة 560 ألف يورو (800 ألف دولار) بمشاركة مساهمين عرب لتنضمّ إلى «أسطول الحرية 2» وستقل 35 ناشطاً أردنياً وعشرات المتضامنين من خمس دول عربية إضافة إلى مساعدات طبية ومواد بناء ومستلزمات صحية. ومن المقرر أن تنطلق السفن المشاركة في الأسطول اليوم الخميس إلى غزة، لكن قد يحدث بعض التأخير نتيجة إضراب عمال الموانئ في اليونان.