لندن، أثينا - أ ف ب - تعرض الناشطون الذين يريدون تسيير قافلة مساعدات بحرية الى قطاع غزة المحاصر لنكسة جديدة مع اعلان اصابة سفينة ثانية بعطل، الامر الذي قد يؤدي الى إرجاء إبحار قافلة المساعدات حتى نهاية الاسبوع المقبل، خصوصاً مع التقدم البطيء في مفاوضاتهم مع الحكومة اليونانية للحصول على اذن بالإبحار من ميناء بيريا قرب اثينا. فقد تعرضت سفينة ارلندية تابعة ل»اسطول الحرية 2» الى غزة للتخريب في مرفأ غوجيك التركي، حسب اللجنة الايرلندية المالكة للسفينة التي اعلنت الخميس ان اسرائيل «المشتبه به الرئيسي في هذا التخريب المحترف». وهذه السفينة الثانية التي تتعرض لتخريب قبيل مغادرتها الى غزة. وصرح فينتان لاين رئيس لجنة المنظمين بأن «اسرائيل هي الوحيدة القادرة على تنفيذ هذه العملية، وعلى الحكومة الارلندية والسلطات في ارلندا الشمالية التشديد لاحالة منفذي هذا العمل الارهابي امام القضاء». وتنقل السفينة ناشطين من ارلندا وارلندا الشمالية. واشار المنظمون الى تخريب جهاز التحويل مما يخل بتوازن السفينة ويؤدي بالتالي الى غرقها. ولفتوا الى ان عملية التخريب شبيهة جداً بما حصل في سفينة «جوليانو» التابعة لاسطول الحرية في اليونان. وكانت سفينة جوليانو تنقل ناشطين من السويد والنرويج واليونان. وكان من المقرر ان يلتقي ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية الخميس او الجمعة قبالة سواحل جزيرة كريت (جنوب اليونان) لنقل مساعدات دولية الى قطاع غزة ضمن اسطول من عشر سفن، بحسب المنظمين في اثينا الاثنين. وقالت الناشطة الفرنسية كلود ليوستيك منسقة القافلة انه لن يتم اصلاح «جوليانو» قبل السبت على اقرب تقدير، واضافت «حتى لو تم اصلاحها، انه اقل همومنا. لم نحصل ببساطة على اذن اليونانيين لمغادرة الميناء»، لافتة الى ان الاذن محصور فقط بالسفينة الاسبانية واحدى السفن الفرنسية. من جهة اخرى، افاد المنظمون ان السفينة الاميركية «اوداسيتي اوف هوب» تواجه مشاكل في التأمين، محملين مسؤولية ذلك للحكومة الاميركية التي «تمارس ضغطا قويا على اليونان» لمنع السفينة من الابحار. وفي الانتظار، ينوي بعض الناشطين التظاهر في الشوارع احتجاجاً على هذا التأخير، فيما يعتقد آخرون ان المشاكل الادارية والتقنية قد تعني ان القافلة «لن تبحر أبداً». وكان من المقرر ان تنطلق 9 او 10 سفن على متنها حوالى 300 ناشط من 22 بلداً بينهم نواب فرنسيون وسويديون ونرويجيون واسبان اضافة الى فنانين وكتاب بينهم كاتب الروايات البوليسية السويدي هينينغ مانكل فضلاً عن ما بين 30 و50 صحافياً. وكان المنظمون اعلنوا في البداية عن مشاركة نحو عشرين سفينة و1500 ناشط. وندد منظمو الاسطول ب «العوائق الادارية من السلطات اليونانية» التي يقولون انها تجري «بضغط من اسرائيل». فيما يعرب ناشطون آخرون عن القلق من ان تبدي اسرائيل «رد فعل مبالغاً فيه» على الاسطول، بسبب «دعاية» مبنية على تقارير رسمية «تشير الى ان ناشطين عنيفين يقيمون صلات مع ارهابيين موجودون على متن السفينة». وكانت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ذكرت الاربعاء ان وزراء اسرائيليين اتهموا الجيش الاسرائيلي بتضخيم مخاطر التهديد الذي يشكله بعض ركاب اسطول المساعدات الدولية الذي يحاول كسر الحصار البحري عن قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن وزراء من الحكومة الامنية المصغرة من دون ذكر اسمائهم قولهم ان الادعاءات مجرد «مناورة اعلامية» و «هيستيريا علاقات عامة». وكانت الناطقة باسم الجيش اللفتنانت كولونيل افيتال لايبوفيتز تحدثت الاثنين عن معلومات جمعتها الاستخبارات العسكرية مفادها ان «عناصر اصولية» هي بين المشاركين في الاسطول، إضافة الى وجود سفن تنقل «مواد كيماوية حارقة خطيرة»، الأمر الذي نفاه الناشطون.