حدد المفتي العام للسعودية عبدالعزيز آل الشيخ أربع وسائل لتجنب الآثار السيئة للعنف الأسري والقضاء عليه، وهي اختيار الزوجة الصالحة التي تربت في بيئة صالحة، لأنها الخلية الأولى في بناء الأسرة، تبني الأجيال وتعد شباب المستقبل، وهي المحضن الأول للطفل الذي يتعلم منها اللغة، والعادات، والأخلاق. ونوه إلى أهمية القدوة الحسنة من الأبوين، مؤكداً أن صلاح الأبوين، والتحلي بالأخلاق الحسنة سبب لصلاح الأولاد، واقتدائهم بهم، وسبب لتنشئة الأولاد تنشئة إسلامية صالحة والبعد عن العنف والقسوة. وشدد آل الشيخ على أهمية التحلي بالرفق والحلم والرحمة والمحبة وترويض النفس على الصبر، وتحمل الأذى من الزوجة، والزوج، والأولاد، والأب، واحتساب الأجر عند الله في ذلك، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء». وتحدث عن أهمية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملته لزوجاته، وأولاده، والتأسي بأخلاقه وآدابه، مشيراً إلى أن الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أزواجه يجد أنه جميل العشرة، حسن الملاطفة، وحسن الخلق، والمداعبة، والمزاح معهن، يعاملهن أجمل معاملة وأتمها. وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يضرب نساءه، مستشهداً بما روته عائشة رضي الله عنها: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله»، مشيراً إلى أن الرسول كان ينهى الأزواج عن ضرب النساء، فقال صلى الله عليه وسلم: «يعمد أحدكم يجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر اليوم». وذكر أن الرسول أوصى بالنساء خيراً فقال: «ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان (أسيرات) عندكم ليس تملكن غير ذلك». ودعا كل مسلم ومسلمة أن يهتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويتخلق بخلقه وسيرته العطرة مع أزواجه وأولاده، وجميع الناس، وأن يعامل زوجته، وأولاده، ومن تحت يده معاملة وسطاً بين القسوة والشدة والتسلط، وبين الإهمال والتفريط في اللين، معاملة تتسم بالرفق والرحمة والشفقة مع توجيههم وتربيتهم تربية إسلامية صالحة وأطرهم على الحق أطراً. واعتبر أن من عامل أسرته باللين، وفرط في تدليلهم، وتركهم من دون توجيه وتربية أو انشغل عنهم وأهملهم، وكذلك من أفرط في معاملتهم، فعاملهم بالقسوة والشدة، والتسلط ورفع الصوت، والضرب المبرح، واستعمل معهم الإيذاء بجميع أنواعه «خائناً للأمانة التي استأمنه الله واسترعاه عليها، وهو مسؤول أمام الله عن تضييع رعيته.