واشنطن، إسلام آباد – أ ب، رويترز، أ ف ب – أفادت وكالة «أسوشييتد برس» أمس، بأن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن فكّر قبل مقتله في تغيير اسم التنظيم، في محاولة لكسب «الحرب الدعائية» مع الولاياتالمتحدة والغرب عموماً، ونيل تعاطف المسلمين في العالم. وفي رسالة عُثر عليها في منزله في باكستان، حيث قُتل في عملية كوماندوس أميركية في 2 أيار (مايو) الماضي، كتب بن لادن أن مشكلة اسم «القاعدة» تكمن في افتقاره العامل الديني، لإقناع المسلمين في العالم بأنهم يخوضون «جهاداً» مع الولاياتالمتحدة. ورأى أن الحلّ قد يتمثّل في إطلاق اسم جديد على التنظيم، مثل «»طائفة التوحيد والجهاد» أو «الجماعة لإعادة الخلافة الرشيدة». ولفت الى أن المشكلة تكمن في أن الاسم الكامل للتنظيم، «قاعدة الجهاد» (لم يُعتمد في وسائل الإعلام)، اختُصِر إلى «القاعدة»، معتبراً أن إسقاط كلمة «الجهاد» أتاح للغرب «الادعاء في شكل مخادع بأنه ليس في حرب مع الإسلام». ورأى أن الوقت ربما حان ليستعيد «القاعدة» اسمه الأصلي. والرسالة غير المؤرخة، والتي عُثر عليها ضمن وثائق أخرى كثيرة، في منزل بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية، اعتُبرت في البيت الأبيض مساندة لجهود الرئيس الأميركي باراك أوباما لإزالة الكلمات ذات الفحوى الديني، من الخطاب الرسمي حول الإرهاب. وأسقطت الإدارة الأميركية كلمة «جهاد»، كما اعتُمِدت كلمتا «إرهابيين» أو «مجرمين» بدل «راديكاليين إسلاميين». وفي خطابه الى الأمة الأربعاء الماضي، قال أوباما: «المعلومات التي عثرنا عليها في مجمّع بن لادن، تظهر أن القاعدة تعاني كثيراً». وأضاف: «أعرب بن لادن عن قلقه إزاء عجز القاعدة عن تعيين بدلاء لإرهابيين بارزين قُتلوا، ولفشل التنظيم في جهوده لإبراز أميركا بوصفها أمة في حرب مع الإسلام». على غرار كتابات كثيرة له، لم يُحدَّد متلقي الرسالة التي كتبها بن لادن في شأن تغيير اسم «القاعدة». لكن مسؤولين استخباراتيين أميركيين شددوا على ان بن لادن كان يتواصل فقط مع أبرز قادة التنظيم، بمن فيهم نائبه أيمن الظواهري الذي تسلّم قيادة التنظيم بعد مقتل زعيمه، والرجل الثالث في «القاعدة» مصطفى أبو اليزيد الذي قُتل بغارة جوية أميركية العام الماضي. وبسبب أسلوب المراسلة الذي كان يعتمده بن لادن، تجهل الاستخبارات الأميركية هل بُعثت الرسالة فعلاً. وقال مسؤولون أميركيون إن بن لادن اعتبر، في رسالة وجّهها إلى الظواهري خلال السنة أو السنتين الماضيتيْن، أن صورة «القاعدة» تعاني، بسبب مقتل مسلمين في هجمات شنتها، خصوصاً في العراق. كما أعرب في رسائل أخرى، عن إحباطه لمقتل أو اعتقال أعضاء في التنظيم كان يثق بهم، وحاربوا إلى جانبه في أفغانستان. وأمكن لبن لادن، من خلال مراسلاته، ممارسة سيطرة عملانية معيّنة على «القاعدة»، لكن الأعضاء الذين كان يقودهم باتوا في شكل متزايد أكثر شباباً وأقل خبرة. كما أبدى بن لادن استياءه لعدم معرفته الشخصية بعدد كبير من أعضاء التنظيم. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هاتفاً خليوياً كان يستخدمه مرافق بن لادن قبل قتله وعُثر عليه في منزل الأخير، احتوى اتصالات مع «حركة المجاهدين» المرتبطة بالاستخبارات الباكستانية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين بارزين قولهم إن ذلك يشير إلى أن بن لادن استخدم «حركة المجاهدين» التي تعتبرها الولاياتالمتحدة تنظيماً «إرهابياً»، بوصفها جزءاً من شبكة لمساندته في باكستان. وأشاروا الى رصد اتصالات مع الحركة التي اتصل قياديون فيها بمسؤولين في الاستخبارات الباكستانية. لكن مسؤولين أبلغوا الصحيفة أن تلك الاتصالات لم تكن بالضرورة في شأن بن لادن وحمايته، معتبرين أنها لم تشكل «دليلاً دامغاً» يؤكد كسب زعيم «القاعدة» حماية الاستخبارات الباكستانية. وقال مسؤول أميركي ل»نيويورك تايمز» ان ذلك يشكل «دليلاً جدياً»، مؤكداً إجراء تحقيق في هذا الشأن. والهاتف هو لأحد مرافقي بن لادن، والذي قُتل معه خلال عملية الكوماندوس الأميركي. الى ذلك، أفادت «أسوشييتد برس» بأن السلطات الباكستانية وافقت على السماح لأمل أحمد عبد الفتاح، صغرى أرامل بن لادن، بالعودة الى بلدها اليمن.