تطرقت نورا أودونيل في حوارها مع الأمير محمد بن سلمان إلى ملف أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، وسبب وجود 15 عنصراً من العناصر الإرهابية المنفذة للاعتداء يحملون الجنسية السعودية، والهدف الذي سعى إليه أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي (آنذاك) من هذا الاختيار. وأجاب ولي العهد رداً على سؤال عما أشارت إليه أودونيل من أن كثيراً من المواطنين في الولاياتالمتحدة عندما يأتون على ذكر المملكة العربية السعودية فإن أول ما يتبادر إلى أذهانهم هو تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن وأحداث 11 (سبتمبر) بقوله: «نعم هذا صحيح، وهذا ما هدف إليه أسامة بن لادن من وراء تجنيده 15 شاباً من المملكة للمشاركة في عملية 11 سبتمبر، وهنا أوضح أنه حسب وثائق وكالة المخابرات المركزية الأميركية، أو حسب نتائج التحقيقات التي أجراها الكونغرس الأميركي، فإن أسامة بن لادن أراد من هذا التوظيف خلق حالة من التوتر والابتعاد والانشقاق بين منطقة الشرق الأوسط والعالم الغربي، وبشكل أكثر دقة بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية». ورداً على سؤال عن سبب محاولة ابن لادن خلق ما وصفته أودونيل ب«الكراهية» بين المملكة العربية السعودية والعالم الغربي، قال الأمير محمد بن سلمان: «إن أسامة بن لادن رغب وأراد إيجاد وتهيئة بيئة مناسبة للقيام بعملياته عبر تجنيد الشباب، حتى يتمكن من نشر رسالته الراديكالية المتشددة، والإيحاء لهؤلاء الشباب الذين يتم استهدافهم وتجنيدهم بأن العالم الغربي يسعى إلى تدميرهم، وللأسف نجح في خلق هذه البيئة من الكراهية». وقال رداً على سؤال عما إذا كانت المملكة العربية السعودية نجحت في منع تحقيق هذا الهدف: «نعم، أعتقد أن المملكة العربية السعودية نجحت في ذلك وعلى مستويات كثيرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية». وعن أبرز التحديات التي يواجهها ولي العهد قال: «توجد الكثير من التحديات، وأعتقد أن أكبر تحدٍّ يواجهنا هو إيمان مواطنينا بما نقوم به». وفي سؤال حول ما يشاع من وجود صيغة متشددة وغير متسامحة من الإسلام داخل المملكة العربية السعودية، قال الأمير محمد بن سلمان: «يمكن القول إن هذا حقيقي، خاصة بعد 1979، فالجميع ضحايا، خاصة أبناء جيلي الذين أنا واحد منهم، فنحن عانينا من هذا الأمر بشكل كبير». وعما إذا كانت المملكة العربية السعودية على صورتها الحقيقية طوال ال 40 عاماً الأخيرة، شدد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في رده على أن «هذه الصورة ليست هي صورة المملكة العربية السعودية الحقيقية، وإنني هنا أطلب من مشاهديكم استخدام هواتفهم الذكية لمعرفة ذلك، بل بإمكانهم القيام بعمل بحث في موقع (غوغل) عن المملكة العربية السعودية فترة الستينات أو السبعينات، سوف يرون حقيقة المملكة بسهولة ومن خلال الصور». وأضاف رداً على سؤال حول ماهية الصورة التي كانت عليها المملكة قبل 1979 بقوله: «كانت حياتنا طبيعية جداً، شأننا في ذلك شأن باقي دول الخليج إجمالاً، وكانت النساء تقود السيارات، ودور سينما في كثير من مناطق المملكة، والنساء يعملن في كل مكان، وكنا جميعاً عاديين ونتطور مثل باقي الشعوب في دول العالم، حتى جاءت أحداث 1979»، وأكد أن «الآن المرأة السعودية التي كانت مختفية تم منحها حقوقاً جديدة، وهو ما ييسر عليهن القيام بأعمالهن سواء التجارية أو حتى الانخراط في الجيش، إضافة إلى إمكانية حضورهن الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية، وفي حزيران (يونيو) المقبل سيتمكّنَّ من قيادة سياراتهن الخاصة».