مشاري بن صالح العفالق - اليوم السعودية بُعيد حادثة 11 سبتمبر الشهيرة لم يكن بمقدور أحد استشراف المستقبل أو تقديم أية قراءة واقعية لعلاقة أسامة بن لادن بالولاياتالمتحدة، -أقصد- في واجهة الإعلام الذي انشغل بأجندة ومغامرات وتفسيرات الرئيس الأمريكي السابق. كان من الطبيعي آنذاك أن يتعاطف ملايين المسلمين، وبشكل عام المستضعفون في العالم، حتى من غير المسلمين مع الذي ركب الجمل في طريقه إلى القيام بأكبر عملية من العالم الثالث تجاه القوى العظمى التي كانت تبحث أيضا عن شيء ما يحررها ويفجر طاقاتها لتتفرد بقرارات العالم. (قبيل حادثة 11 سبتمبر بشهرين رأيت في المنام أن أسامة بن لادن ضرب بطائرته طائرة أمريكية وحينما وقعت الطائرة الأمريكية (سليمة) حاول الدخول من بابها لقتل الطيار الأمريكي إلا أن الأخير أجهز عليه، في ذلك الحين لم يكن الحلم قابلاً للتفسير ولم يكن أحد يتوقع أن يستغل ابن لادن لتحتل وتدمر دولتان إسلاميتان، لكنه اليوم مفهوم جداً). في زمن جورج دبليو بوش كان الجيش الأمريكي يجوب أفغانستان طولاً وعرضاً ويفشل في إيجاد أثر لابن لادن بينما كان الأخير يبث كل أسبوع تسجيلا جديداً، لكن في عهد أوباما يقتل ابن لادن في باكستان حفنة من الجنود، رغم غياب ضجيجه منذ نهاية عصر بوش، وربما لم يعد له أهمية اللهم إلا سد ذرائع بعض حكام الدول العربية التي تتحجج بالقاعدة لتبقى جاثمة على قلوب رعاياها رحل ابن لادن –يرحمه الله- لكن السؤال الباقي اليوم لماذا قفز هذا الرجل إلى واجهة الأحداث ولعب دور البطل مع بداية حكم الرئيس الأمريكي السابق حينما كانت الولاياتالمتحدة تحتاج فقط لأسباب لتجتاح الدول بجيوشها، وليست مستعدة حتى لانتظار موافقات من الأممالمتحدة؟ في حين أنه يقتل بصورة هادئة وبصورة رتيبة في ولاية أوباما الرئيس الأمريكي الأكاديمي المثقف الذي يؤمن بالثورات الداخلية أكثر من إيمانه بالمواجهات كما يبدو!. في زمن جورج دبليو بوش كان الجيش الأمريكي يجوب أفغانستان طولاً وعرضاً، ويفشل في إيجاد أثر لابن لادن بينما كان الأخير يبث كل أسبوع تسجيلاً جديداً، لكن في عهد أوباما يقتل ابن لادن في باكستان حفنة من الجنود، رغم غياب ضجيجه منذ نهاية عصر بوش، وربما لم يعد له أهمية اللهم إلا سد ذرائع بعض حكام الدول العربية التي تتحجج بالقاعدة لتبقى جاثمة على قلوب رعاياها. صحيح أني لا أؤيد عادةً فكرة المؤامرة التي يعلكها كثير من مثقفينا وسياسيينا، لكني متأكد من أن القوى العالمية والإقليمية تجتهد في وضع خططها الإستراتيجية والمرحلية بما يخدم ويحقق مصالحها العليا، فهي لا تؤمن بصداقات دائمة بل مصالح مشتركة ومتغيرة. ومن هذا المنطلق لا يمكن النظر لظهور واختفاء ابن لادن بوصفه حدثاً عابراً، وبذات الطريقة لا يمكن النظر لظواهر جديدة مثل (ويكيليكس)، وتوالي الثورات العربية الشعبية في تونس ومصر وليبيا واليمن ثم الفئوية في العراق وسوريا، وكأن خرائط الشرق الأوسط السياسية إزاء تغيير لم يطل إسرائيل ولم يمس عمق إيران باستثناء ثورة الإقليم العربي المنكوب (الأحواز). في زمن أوباما مشكلتنا ديموقراطية، طائفية، عرقية وقبيلة، ولم تعد المشكلة لدينا إسلاما متطرفا يواجه حضارة العالم المتقدم لندفع ثمنه نحن، وهو ما زاد من الكراهية للحكومة الأمريكية آنذاك. في حين أن الواقع الجديد معاكس تماماً إذ إن الدول العربية باتت تنقسم من الداخل، وتظهر الحكومة الأمريكية (والأمر ينطبق على إيران) نصيرة للثوار أو على الأقل ليست معادية في حين تنهمك الشعوب في معركتها ضد الحكام أو فيما بينها. هذا المشهد الجديد ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير في سلسلة بحث الدول العظمى والقوى الإقليمية عن مصالحها، لذا فنحن بحاجة إلى قراءة الأحداث المحيطة بنا للخروج بدروس حقيقية أهمها من وجهة نظري أن دفع الظلم والتكاتف فيما بين الشعب الواحد ورفض الدعوات الخارجية المسيسة لضرب الوحدة الوطنية، وإن لبست لباسا دينياً كما تقوم به إيران، أو القاعدة، وفيما عدا ذلك لن تنجح أية سيناريوهات في تحقيق أهدافها.. تحياتي.