إنها بلا شك النجمة السينمائية الأكثر شعبية في العالم، خصوصاً منذ أن أدت بطولة فيلم «إمرأة حلوة» (بريتي وومان) إلى جوار ريتشارد غير في العام 1990. وتوالت في حياة روبرتس (43 سنة) في ما بعد مجموعة من الأفلام الشعبية لتي لاقت الرواج العالمي مثل «الكل يقول أحبك» للسينمائي وودي آلن، و»نوتينغ هيل» مع هيو غرانت، و «زفاف حديث العهد» حيث عملت مرة ثانية إلى جوار ريتشارد غير، و «أوشيانز 11» مع جورج كلوني وبراد بيت، والفيلم الذي جلب لها جائزة أوسكار أفضل ممثلة «إيرين بروكوفيتش». وها هي روبرتس تؤدي بطولة الفيلم الكوميدي العاطفي «لاري كراون» من إخراج وبطولة توم هانكس، وذلك بعد شهور قليلة من نزول فيلمها الفكاهي والرومانسي «غذاء وصلاة وحب» إلى الصالات، وهو مأخوذ عن رواية كتبتها إليزابيث جيلبرت بإيحاء من أحداث عاشتها بالفعل. يروي «لاري كراون» مغامرات رجل يقرر تغيير أسلوب حياته سعياً وراء السعادة، وأول ما يفعله ترك وظيفته، على رغم خطر هذا القرار عليه، واستبدالها بمهمات بسيطة تؤمن له لقمته اليومية وليس أكثر من ذلك، إلى أن يلتقي امرأة ستتولى تغيير نمط حياته جذرياً. زارت روبرتس باريس للترويج لفيلمها «لاري كراون» فالتقتها «الحياة». وصلت إلى مرحلة من حياتك الفنية تسمح لك باختيار الأدوار والأفلام التي تعجبك فقط، فما الذي دفعك إلى قبول هذا الفيلم الجديد بالتحديد؟ - قرأت السيناريو ووقعت على الفور في حب هذه المرأة التي تلتقي برجل يتمتع بالشجاعة الكافية من أجل التخلص من كل مقومات حياته التقليدية وأولها عمله الذي لا يعجبه، وينطلق في مشروعات جديدة بحثاً عن صفاء النفس مهما كان ثمن هذه المجازفة في إطار مجتمعنا الحالي المجرد من أي رحمة تجاه الأشخاص الذين يرفعون أصواتهم أكثر من غيرهم. والواقع أن الشخصية التي أؤديها تحلم بالتصرف هكذا منذ سنوات طويلة ولكنها تخاف من المساوئ التي قد تقع فيها إذا كسرت إطار حياتها الاجتماعية وتحولت إلى امرأة هامشية بين يوم وليلة، ولكنها عندما تلتقي هذا الرجل الذي تجرأ وفعل ما تتمناه هي لنفسها، تتشجع وتسانده كلياً محققة من خلاله كل ما لم تفعله بنفسها ولنفسها. أنها تتصرف مثل الأهل الذين يشجعون أولادهم على إنجاز ما حلموا به هم في شبابهم الأول ولم يفعلوه. لقد جذبتني كل هذه التفاصيل ولم أتردد أبداً في قبول المشروع. هل ترفضين الكثير من المشاريع؟ - أقضي وقتي في رفض المشاريع. لماذا؟ -لأن أهل هوليوود ينقصهم الخيال فهم يعرضون علي العمل في أفلام تشبه تلك التي ظهرت فيها من قبل ونجحت. التكرار لا يعنيني بالمرة والتمثيل بالنسبة لي عبارة عن فرصة استثنائية لخوض ألف تجربة وتجربة لن أعيشها في واقع حياتي أبداً. الحكم الوحيد أفلامك جلبت إلى شباك التذاكر حتى الآن بليوني دولار، فهل يلقي الأمر مسؤولية إضافية على عاتقك قبل موافقتك على المشاركة في مشروع جديد؟ - إذا بدأت أفكر بهذه الطريقة سأخسر كل شيء وستفشل أفلامي كلياً. إنني فنانة أولاً وأخيراً وأختار أدواري وأفلامي على أساس المقاييس الفنية التي أراها تناسبني مثل الجودة ومهارة المخرج خصوصاً إذا كان الدور يجذبني إليه أو لا. أما إيرادات الفيلم بعد ذلك فلا تدخل في الحسبان وهي لا يمكن أن تدخل في الحسبان بما أن الجمهور هو الحكم الوحيد في نهاية المطاف ولا أحد يقدر على توقع رد فعله، وكم من فيلم زاخر بالنجوم الكبار فشل من دون أن يعرف أحد لماذا. كيف كان العمل إلى جوار توم هانكس الذي يشاركك بطولة الفيلم إضافة إلى كونه المخرج؟ - أعرف هانكس منذ سنوات طويلة، وبالتالي تجمعنا صداقة قوية ساعدتنا على التفاهم طوال فترة تصوير الفيلم. لقد اعتقد بأنني لست في حاجة إلى أن يديرني ويفسر لي كيفية أداء دوري وراح يهتم بالممثلين الآخرين وبمهمة الإخراج المعقدة أساساً، بينما كنت، حالي حال أي ممثلة ثانية، أنتظر منه مبادرة في شأن عملي أمام الكاميرا. لقد أدركت أسباب تصرفه المبني على ثقته التامة بي وبقدراتي، فلم أبح بكلمة وأشرفت بنفسي على عملي. ويبدو أن النتيجة أثارت إعجابه إلا أنه لم يتخيل لحظة واحدة أنني أتمتع بحساسية أي فنانة غيري وبصرف النظر الكلي عن درجة نجوميتي. هل تؤمنين مثل شخصيتك في فيلم «غذاء وصلاة وحب» بأن صفاء النفس يكمن في العقلية الشرقية والهندية بالتحديد؟ - لا بل في روح وعقل كل واحد منا يقبل الابتعاد بعض الشيء وأقصد ذهنياً، عن حياة المجانين التي نعيشها في الغرب. ليس من الضروري السفر إلى الهند أو أي مكان أخر لتحقيق المعادلة، ولكنني أدرك أن البعض يفضل الانغماس الفعلي في جو شرقي كي يعثر على الصفاء الذي يبحث عنه، وهذا ما تفعله بطلة الفيلم التي ألعب دورها. أديت في هذا الفيلم شخصية امرأة حقيقية وليست خيالية، تماماً مثلما فعلت في الماضي بالنسبة إلى فيلم «إيرين بروكوفيتش». فهل تلتقين الشخصية في هذه الحالة قبل البدء في تمثيل شخصيتها أمام الكاميرا، أم لا؟ - الظروف جعلتني ألتقي كلاً منهما بالفعل لأن الشركة المنتجة فضلت في كل مرة أن يكون الأمر هكذا، ولكنني شخصياً أفضل ألا ألتقي الشخصية التي سأمثلها فوق الشاشة حتى لا أتأثر بطريقتها في الكلام أو بحركاتها. أنا أبتكر دوري مثلما يبتكر مصمم الأزياء موضته ولا أقلد الغير إطلاقاً، والمهم في الموضوع هو أنني أؤدي شخصية تعيش هذه الظروف أو تلك، أما التشابه بيني وبينها من ناحية المظهر فلا أهمية له البتة. فإذا التقيت ليز جلبرت مؤلفة وبطلة «غذاء وصلاة وحب» و «إيرين بروكوفيتش» فإنني لا أعير أدنى أهمية لتصرفاتهما. محظوظة تؤدين شخصيات نسائية استثنائية إلى حد ما في تصرفاتهن، فهل تشعرين بالتالي أنك امرأة استثنائية؟ - لا فأنا مجرد ممثلة محظوظة كونها تتلقى مثل هذه العروض الفنية الاستثنائية، لا أكثر ولا أقل. ما هو الخيط الرفيع إن وجد، الذي يربط بين أدوارك كلها؟ -الخيط هو أنا بما أنني أمثل هذه الأدوار مهما كان نوعها. شخصيتك في فيلم «غذاء وصلاة وحب» تسافر إلى إيطاليا وتلتهم الوجبات الإيطالية بشراهة!. - أعشق المعكرونة والبيتزا وحلوى التيراميسو وكل ما هو إيطالي مثل جميع الناس تقريباً. هل أعجبك العمل مع خافيير بارديم زوج بنيلوبي كروز وشريكك في «غذاء وصلاة وحب»؟ - أنا امرأة متزوجة يا سيدي وهو أيضاً متزوج ورب أسرة، فأرجوك أعفيني من الأسئلة التي تسبب الحرج. إنني أمزح بطبيعة الحال والعمل معه كان عبارة عن تبادل مهني رائع لأنه من أكرم الرجال الذين شاركتهم التمثيل في أفلامي، وأعتقد بأن الأمر يعود إلى كونه إسبانياً وبالتالي يتصف بدفء وكرم سكان حوض المتوسط. ما هي نظرتك الآن مع مرور الوقت إلى فيلم «امرأة حلوة» (بريتي وومان) الذي حقق نجاحاً كبيراً في مطلع التسعينات من القرن العشرين وساهم بلا شك في نجوميتك العالمية؟ - هذا الفيلم جاء في الوقت المناسب لذا حقق مثل هذا النجاح الهائل. لكنني غير متأكدة من أن ظهوره في الصالات في الفترة الراهنة قادر على جذب الجماهير العريضة مثلما فعل أصلاً، أو إثارة إعجاب الذين يشاهدونه بالدرجة نفسها. أقول ذلك لأن الأوضاع الاجتماعية تغيرت على مدار العشرين سنة الأخيرة، فقد عرف العالم الأزمات الاقتصادية وأيضاً بعض الحروب والتغيرات على صعيد كل ما نعيشه كأفراد، وكل هذه الأشياء تؤثر علينا وعلى ذوقنا في تقدير الأعمال الفنية المطروحة علينا. كما أن وضع المرأة تغير إلى حد كبير والمعطيات لم تعد هي ذاتها، فالشيء الذي كان يثير مخيلة النساء في الماضي لم يعد يؤثر على المرأة المعاصرة في الألفية الجديدة. هل تقصدين عثور فتاة الهوى على فتى أحلامها وهو ما يحدث في «امرأة حلوة»؟ - نعم، فحكاية فتى الأحلام لم تعد خاضعة للمقاييس نفسها الآن، غير أن النظر إلى فتاة الهوى وإلى أسباب قيامها بمثل هذا العمل فصار يختلف كلياً عما كان عليه. لست متأكدة من أن لجان تحرير المرأة قد تغض النظر عن مضمون فيلم «امرأة حلوة» إذا صور في زمننا الحالي الزاخر بقضايا تفضح تصرفات الرجال الأقوياء من ذوي النفوذ تجاه المرأة. فهناك نوع من السذاجة في العلاقة بين الجنسين انتهى عهدها ولن يعود. لكنني سعيدة بكوني شاركت في هذا الفيلم الناجح في حينه، فهو كان يلائم عصره. لقد فزت بجائزة الأوسكار عن دورك في فيلم «إيرين بروكوفيتش»، فماذا فعلت بالتمثال الصغير؟ - وضعته فوق المدخنة وأنظر إليه وألمسه في كل ليلة قبل أن أخلد إلى النوم لأنه جلاب حظ. أنا أمزح والحقيقة أنني أنسى دائماً ماذا فعلت به ثم أقع عليه بالصدفة في مكان ما قبل أن أنسى مجدداً.