استطاع أربعة شبان أردنيين أن يشكلوا لأنفسهم طريقة خاصة في التعبير بالموسيقى المستقلة. فتحت «فرقة المربّع» نافذة في جدار العادات والتقاليد السائدة وأطلت من خلالها على جمهور اعتاد سماع نمط تقليدي من الموسيقى. يلتقط أعضاء الفرقة الكلمات العادية والعابرة ليجعلوا منها أغنية، بل يستقرون أحياناً على كلمات متمردة وناقدة للأوضاع الاجتماعية والسياسية، حتى أصبح لأغانيهم مريدون وجمهور ينتظرها. وفي حفلتهم التي أقيمت، الجمعة الماضي، وحضرها جمهور كبير من الشباب على «مسرح جارا» في جبل عمّان، شكّل أعضاء «المربّع» حالة روحانية مثلت أسلوباً جديداً لجمهور يزيد عدداً في كل حفلة، وهو الجمهور الذي ينأى بنفسه عن الأغاني الهابطة، ويبحث عن غناء يعبّر عنه. و«المربّع»، كما يقول عضو الفرقة محمد عبدالله، «يتألف من أربع زوايا أساسية، إحداها صوته هو يغني كلماته الناقدة، والثانية هي نبرة طارق أبو كويك وكلماته الباحثة عن الأمل، أمّا عدي شواقفة فزاويته مسؤولة عن ابتكار الأصوات البعيدة والقريبة التي تملأ الفراغ بين الكلمات، وأخيراً الزاوية المكمّلة هي إيقاعات ضرار شواقفة التي تحمل الكلمات والألحان والأصوات وتسكبها في لحن إيقاعي خاص». «المربّع»، يقول عبدالله، «هو نافذتنا التي نرى من خلالها ما نريد التعبير عنها، ونريد للجمهور أن يشاهد معنا ما نراه في هذا الجزء من العالم». ويضيف عبدالله أن «المربّع هي محاولة أعضائها صياغة واقع فني جديد، لا يخلو من الصعوبات، لا سيما لجهة إصدار ألبوم جديد، فنحن لا نتمتع بأي دعم، وفي الغالب نعتمد على أنفسنا في تسجيل الأغاني، كما نتلقى دعماً بسيطاً من أصدقاء يؤمنون بموهبتنا، ذلك أن نوع الأغاني والكلمات التي نؤديها لا تعجب شركات الإنتاج التقليدية، لذلك نكتفي بأن نواصل وحدنا وبجهودنا طالما نستطيع ذلك». وفيما يتغيّر واقع الشارع العربي، منذ بدء الثورات في غير عاصمة عربية، انحسرت، نوعاً ما، موجة الأغاني الرائجة. وفي رأي عبدالله أن الحدث العربي أعاد الاعتبار إلى الأغاني التي تلامس قضايا الشباب ومطالبهم: «بالنسبة إلى فرقتنا، نحن نرى أن التغيير في عالمنا العربي يتقاطع مع الأغاني التي نغنيها والتي نريد لها أن تلامس الناس في ما يعنيهم، وألا تموت، وإذا كانت النجومية في حاجة إلى صفقة، فنحن بغنى عنها». يضيف عبدالله أنه لا يعني فقط مسألة الصوت إذ «ليس ضرورياً أن يغني فقط من يملك صوتاً جيداً، فالمهم بالنسبة إلينا الصدق في الموسيقى والأداء». أما عضو «المربّع» طارق أبو كويك، فيشير إلى أن الفرقة تعتمد في موسيقاها المزج بين الروك والموسيقى الشرقية، فيما يقول عازف الإيقاع ضرار شواقفة: «أساهم في توزيع الموسيقى وفق الأسلوب الذي يشكل خصوصية الفرقة، وهو نوع جديد يستسيغه الشباب لأنه يخلط الشرقي بالغربي، ونحن نستخدم آلات غربية وشرقية في وقت واحد». من أغاني الفرقة: «يا ريت» (عن تخصيب اليورانيوم)، «على شيّك يا محمود»، و «سيجارة قبل ما نقوم»، و «ترويج»، و «ما عندك خبر»، و «أغنيك». يذكر أن الفرقة تعمل، في كل حفلة، على استقطاب وتقديم زملاء فنانين، كضيوف عازفين أو مغنين. وتقول المغنية الشابة سحر خليفة: «هناك أفكار مشتركة بيني وبين فرقة المربع، أشاركهم الغناء في حفلاتهم أحياناً، يجمعنا الغناء القوي والصريح، وأنا أحب هذا الأسلوب».