صاحب مدرسة فنية عريقة سميت بالسلوم تخرج منها العديد من نجوم الغناء في السعودية منهم سعد إبراهيم وأبو سعود الحمادي وفهد بن سعيد (رحمهم الله) وغيرهم من النجوم، في الجزء الاول قال كل شي بعد فترة انقطاع دامت ثلاثين عاماً، عبدالله السلوم يعود في الجزء الثاني لينثر الذكريات ويخاطبها بحديث الوّد بعد هذا العمر الكبير عاد السلوم ليدلي باشياء مميزة في وقت لم تكن لديهم تلك الامكانيات المتاحة للجيل الحالي، حديث شيق وذكريات كالخيال كأنها اطلال النخل الممشوق، تشم منها عبق ورائحة نجد.من التاريخ يحدثنا العميد عبدالله السلوم في الجزء الثاني من حديثه ل "الرياض". @ لماذا لم يغني سعد إبراهيم "رحمه الله" احد أعمالك رغم قيادتك للفرقة وتواجدك كملحن وصديق دائم بالنسبة له؟ - علاقتي بسعد إبراهيم رائعة وقد غنى لي عملاً مشتركاً مع ابوسعود الحمادي "قابلني كدلك سماوي" التي هي ايضا "ياغايتي يامرادي" بعد تركيب الكلمات عليها، وهذه ربما تكون غريبة حاليا لأننا نعتبر الفن رسالة واحدة وتجدنا نشترك في العمل دون حسد وغيرة والأغنية لدينا جماعية ولم تكن فردية، وهذا نمط حياتنا والمستوى الذي مضينا عليه، وهناك رزق عبد الله "وش أقولك عن هواي" كلمات سليمان الحمادي، والفنان عبد العزيز عبد الله "ساعة الميعاد" و"كفاية ياحبي " و"يانجوم الليالي" و"ليه بتتغلى" ، @ من كان يغني قبل دخولكم الفن في نجد، وكيف كانت طريقة الأغاني قبل ذلك؟ - هناك مجموعة كانت تغني قبل دخولنا للفن منهم أبو سعود الحمادي وشادي الرياض وناصر بن حيان ومحمد بن حوبان وسمير الوادي واما قبلهم فاعتقد أن الأغنية في نجد كانت جماعية وتقدم بالشكل الذي نراه في العرضات والسامري وخلافه. @ هل نستطيع أن نسمي حقبتكم أصحاب الإعلام المفقود، وكيف كان بروزكم إعلاميا؟ - لم يكن لدينا إعلام، اعتمادنا كان على إذاعة "طامي" لنشر ما كنا نقدمه للناس في نجد وهي مشهورة جدا واعتقد أن مكانها قريب عند منفوحة واستمرت لمدة سنتين تقريبا، لكن هناك فنانون اشتهروا بدون إذاعة طامي منهم سالم الحويل وكانت شهرته على الاسطوانات. @ هل تتذكر اول اسطوانة سجلتها في حياتك ومع من كانت؟ - أتذكر أني سجلت الاسطوانة الاولى وكنت لأول مرة أسافر إلى البحرين مع متعب بن عبدالله المتيعب صاحب اسطوانات "متعب فون" وسجلت أغنية "جتني هدية من حبيب وغالي" و"نامت عيون الناس" واذكر أنها ثلاث أغان وقد كنا وصلنا إلى البحرين عن طريق "اللنش" وقبلها قطعنا الطريق إلى الدمام في أربعة أيام، وتعرفنا على شخص اسمه سالم الصوري من سلطنة عمان وسجل لنا الأغاني وهذا هو صاحب أغنية "يامركب الهند يابو دقلين" وبعد ما سجلنا طبعت الاسطوانات في اليونان، وفيه أغنية "حبيب قال في سيرة حبيبة" أنا سجلتها اسطوانة على حساب عبد الرحمن فون "كفيف النظر" وتباع بثلاثين ريالا وقتها لكن أنا أعطيتها لفهد بن سعيد لانه امتلك أشياء كثيرة حتى منها الأغاني التي أقدمها. @ حدثني عن السر وراء تواجد معظم الفرقة من "الدرعية"؟ - لا اعلم ولكن لقربنا من بعض وارتباطنا جعلت منا أن نساعد بعضاً حتى في إسناد المهام في الفرقة لايكون هناك عتب على بعض، ولكن الحقيقة نحن من مواليد الرياض وقريبين جدا من بعض، ولكن هناك فنانون لم يكن لهم صلة بأهل الدرعية وبالتالي كنا كالأسرة لا نفترق ابداً، واذكر أن الفرقة تكونت من سعد إبراهيم ومنصور العجيان وعبدالله بن نصار وأخي فهد بن سلوم وفهد السعدون وابوسعود الحمادي ومحمد الحوبان وعبد الله الصفيان وكل هؤلاء عازفو كمان وكذلك مبارك النزهان عازف ناي وناصر بن حيان عازف عود وناصر بن سبيت إيقاع، وتأسيسها تقريبا في نهاية الستينات الهجرية من القرن الماضر. @ كيف كان التوفيق بين الفن والفرقة والعمل اليومي، ومن منكم لا يعمل ويتابع نشاط الفرقة في حال غيابكم؟ - لا أبدا كنا نمارس الفن في الليل ونعمل في النهار كمجموعة واحدة ماعدا ابوسعود الحمادي لم تكن لديه وضيفة حكومية واذكر انه ذهب مع فتى القصيم لأنه تعلم على الآلة الكاتبة وتوظف بالتعليم في ذلك الوقت ولكن الفن والاطلاع والقراءة جعلته يبتعد عن الوضيفة وهو دائما ما يقرأ باستمرار هو عالم من الفن والموسيقى والتميز وهو أول من قدم أغنية رياضية لنادي الهلال "فاز الهلال وتطور" وكذلك أغاني وطنية، وهو يتابع العمل بالفرقة يوميا حتى وهو موظف. @ في أيام العدوان الثلاثي والحرب على فلسطين ماذا قدمت فرقتكم في ذلك الوقت؟ - كنت أتلمس أي شيء جديد في حياتي من أبو سعود وبالتالي كان ساعدنا والذي يمدنا بالاخبار والمعلومات، لذا قدم أغنية " أشعلوها على جلود الفدائيين" من كلمات حسن عدوان واذكر أيضا نشيد "لاتجزعي أمي إذا حان القدر أنا فدائي أدوس على الخطر" ولحنها ابوسعود الحمادي وفي ذلك الوقت لم تكن هناك إذاعة طامي، ايضا فهد بن سعيد قدم أغنية بسبب العدوان الثلاثي "هبت جيوش العروبة". @ هل تتذكر تلك المنافسة بين الأغنية في نجد والأغنية في الغربيةوالشرقية، ومن كان المتميز بينهما؟ - اذكر في العام 1379ه حيث أقيمت حفلة في الطائف بمناسبة عودة الملك سعود، وكانت هذه الحفلة عبارة عن ثلاث منصات "مسارح" ، واحدة للوسطى والثانية للغربية والثالثة للشرقية، أنا وأبو سعود الحمادي وفرقتنا وسعد إبراهيم كان عازف كمان ويغني قبل نجاح أغنية "ياغايتي يامرادي" التي اشترك فيها ثلاثة فنانين من تلحين وكتابة النص، المهم منصة الغربية كانت جميلة لان فيها طلال مداح وعبدالله محمد وفرج مبروك، وكانت الجماهير تتابعهم؟لكن أبو سعود الحمادي غنى أغنية "والله الكلزلر غدا مملوح ليت العرب مايكدونه" ثم غنى "خلي ركب فوق طيارة أنا معه والمزاييني" على لحن "يأهل الهوى" لحظات والجمهور بالكامل يتواجد على مسرحنا بالكامل حتى أن طلال مداح تواجد معهم ولم يكن له نصيب بالغناء لان العود بيني وبين أبو سعود الحمادي، وهذه أول مرة التقيه، وانا قدمت "نامت عيون الناس" و"جتني هدية" وأغاني كثيرة لا أتذكرها ونجوم تلك الحفلة بيني وبين أبو سعود الحمادي، أتذكر أن الجمهور في ذلك الوقت كان رجالا ونساء وبعضهم كان في سيارته، ونحن في ذلك الوقت لا نستطيع الحكم ولكن هناك ناس يعرفون ما كنا نقدمه من أعمال غنائية أصلها كان من ارض خصبة وبالتالي تميزنا عن غيرنا حتى الأغنية في المنطقة الشرقية كانت ناضجة وجيدة، @ اختلف الناس في تدوين اعمالك نظرا لكثرة مغنيها، مثلا اغنية "حبيب قال" لم يدون ملحنها؟ - في السابق لم تكن لدينا حقوق الا من خلال الاذاعة الحكومية بعد افتتاحها فقط والبعض يسجل الاسطوانات وتسجل الاسماء هناك في اليونان والجميع لا يعلم عن طريقة التسجيل، "حبيب قال في سيرة حبيبة" غناها اخي فهد قبل ابن سعيد لكن ابن سعيد غناها مع الكثير من الحاني مثلا "خلاص من حبكم" و"عشرة سنين" و"ياصاحبي مافي المحبة" و"ياحسرتي" و"الا يالله" وغيرها، ايضا فهد اخي غنا لي "من يبلغ سلامي" و"رسالة مغترب" و"ياويل" وايضا "حمدي سعد" غنا "مشغول بالي" واغنية "انت بعيد" وسليمان الحماد في اغنية "يادمعة لاهنتي" ومحمود حلواني "تقدم تقدم" ورزق عبدالله "ايش اقول" وعبدالعزيز عبدالله مجموعة اغاني منها "ياساعة الميعاد" و"يانجوم الليل" و"ليه بتغضب لما". @ لكن لم تذكر سمير الوادي والكويتية ليلى عبدالعزيز، الم يغنوا من الحانك؟ - نعم سمير الوادي كان اعلامياً وفناناً وموسوعة جميلة من الفنون والشعر وهو يغني معنا ولهذا كان تعاوني معه ياتي بشكل طبيعي وغنى لي "أغلى حبيبة" وغيرها وبالنسبة للكويتية ليلى فهي غنت لي اغنية "الارض ارض الله والشارع ممّر" واذكر ان الكويتي عبدالمحسن المهنا غنا لي اغنية لا اتذكرها حاليا. @ حاليا ماذا تعمل، وهل اعتزلت عن الموسيقى والفن؟ - لا أبدا انا مازلت اعمل في فرقة الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون في جدة، ومازلت أقدم الالحان الجديدة منها الاناشيد الوطنية التي قدمتها واهديتها للتلفزيون السعودي لكنها لم تعرض للجمهورمنها "صقر الجزيرة" وايضا "يوم الوطن" وكذلك اغنية صباحية "ياصبح يانادي" وايضا اغنية للتعليم "تهانينا ياطالب العلم" وايضا "منلوج" من اداء عبدالله الصائغ واغنية رياضية لنادي الهلال "الموج الازرق" وهناك اغاني عاطفية خلال هذا العام "صاحبك غير للامير نواف بن فيصل و"فراغ عاطفي" للشاعر منادي واغنية "أغلى احبابي" للاعلامي سلامة الزيد. @ هل مازلت تنتظر التكريم بعد هذا المشوار الطويل؟ - نحن تواجدنا بالفن لنعطي وليس لناخذ وبالتالي هذا التكريم لم يكن من ضمن اولوياتنا، ولكن عندما اشاهد ان التكريم يتخطاني ويتجه إلى غيري أحزن كثيرا.يا أخي نحن قدمنا كل شي ولم ناخذ شيئاً.حتى ان ألحاني مازلت تعاد من الفنانين الجدد ولم يذكروا اسمى على البوماتهم فماذا تريدني اعمل.