اعترف الجيش الجنوبي بفشله في اقتحام منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه بعدما سيطرت عليها القوات الشمالية قبل نحو أربعة أسابيع. وقال رئيس إدارية أبيي المقال القيادي في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» دينق اروب كوال إن الجيش الجنوبي حاول عبور الجسر المؤدي إلى أبيي لاقتحام المنطقة التي تسيطر عليها القوات الشمالية منذ 21 أيار (مايو) الماضي، لكن وقع اشتباك بين الجانبين بالمدفعية البعيدة المدى. وأفاد الناطق باسم تجمع شباب قبيلة دينكا نقوك التي تقطن المنطقة، بول دينق، أن القوات الشمالية قصفت منطقتين تبعدان نحو 15 كلم جنوب أبيي، ما دفع المواطنين إلى الفرار، مؤكداً سقوط قتلى وجرحى جراء المواجهات المسلحة. وناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما مع مبعوثه إلى السودان برنستون ليمان الأوضاع في السودان ودعا إلى حل سريع للأزمة في أبيي ووقف العنف في ولاية جنوب كردفان، معرباً عن قلقه إزاء عرقلة توصيل المساعدات الإنسانية. وشدد على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة قبل أقل من شهر من انفصال جنوب السودان. أما السفير برنستون ليمان فقال إن وجود قوات شمالية تتبع إلى الجيش الجنوبي في شمال السودان لا يعد حلاً طويل المدى للأزمة هناك. ولكنه أشار الى أن الرئيس السوداني عمر البشير لا يملك الحق في تجريد تلك القوات من سلاحها بالقوة. كما دعا مبعوث الولاياتالمتحدة إلى السودان السابق روجر ونتر وهو مستشار حكومة جنوب السودان إلى اتخاذ عمل عسكري ضد الخرطوم من أجل منع مزيد من تصاعد العنف في أبيي وجنوب كردفان. وقال ونتر خلال جلسة استماع للجنة الفرعية للشؤون الخارجية حول أفريقيا وحقوق الإنسان، خُصصت للأوضاع في منطقة أبيي وجنوب كردفان، إن هناك حاجة إلى عمل عسكري يقوي الجيش الجنوبي «كرادع ضد الخرطوم ووقف الاستفزاز والعدوان والهجمات ضد المدنيين». وحمل ونتر في شدة على المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن وحمّله مسؤولية الوضع الحالي في السودان بسبب النهج الذي اعتمده. وتابع: «المبعوث السابق إلى السودان له علاقة حميمة على ما يبدو مع قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال»، مشيراً إلى أن هذه العلاقة ساعدت الخرطوم في التراجع عن التزاماتها تجاه عملية السلام. لكن مسؤولاً رئاسياً في الخرطوم تحدث إلى «الحياة» سخر من حديث ونتر وقال إنه يعكس حقده ومواقفه المتطرفة تجاه السودان واعتبر مطالبته بعمل عسكري ضد الخرطوم لتقوية الجنوب عملية مفضوحة لتبرير الأموال التي ظل يتلقاها من الجنوب خلال السنوات الماضية باعتباره مستشاراً لحكومة الإقليم. وأعلنت حكومة جنوب السودان أمس عن اتفاقها مع نظيرتها الكينية على انشاء ميناء بالساحل الكيني لواردات وصادرات دولة الجنوبالجديدة بعد انفصالها في شكل رسمي عن الشمال في التاسع من الشهر المقبل. وذكرت الحكومة في بيان أن الاتفاق تم خلال زيارة خاطفة قام بها رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت إلى كينيا أجرى خلالها محادثات مع الرئيس مواي كيباكي تمخض عنها الاتفاق على إنشاء ميناء «لامو» بمساهمة من جنوب السودان وكينيا وإثيوبيا ليكون ميناء مشتركاً للتصدير والاستيراد لهذه الدول الثلاث. إلى ذلك، تراجعت الموجهات في ولاية جنوب دارفور المتاخمة للجنوب بعد أسبوعين من القتال بين الجيش السوداني والمقاتلين الشماليين في الجيش الجنوبي. وأكد حاكم ولاية جنوب كردفان أحمد هارون أن الأوضاع عادت إلى طبيعتها في عاصمة الولاية كادوقلي بعد عودة خدمات الماء والكهرباء. ووصف خلال مؤتمر صحافي أحاديث بعض منظمات الإغاثة عن سوء الأحوال الإنسانية ب «الانطباعي وغير الواقعي»، مشيراً إلى تشكيل لجنة لحصر عدد الضحايا والممتلكات. وأعرب مجلس الكنائس في السودان عن «قلقه العميق» مما وصفه بأعمال قتل واسعة طاولت المدنيين في منطقي أبيي وجنوب كردفان. وقال المجلس، في بيان أمس إن عمليات «إعدام من دون محاكمة» وقعت أيضاً. كما دان حكومتي شمال السودان وجنوبه لما سماه لجوءهما إلى «استخدام العنف» لحل خلافاتهما. كما وجه المجلس اللوم الى الأممالمتحدة لما وصفه بفشلها في حماية الناس.