نيويورك (الاممالمتحدة) - أ ف ب - قدّم مجلس الامن الدولي الجمعة دعماً حاسماً لبقاء الامين العام الحالي للامم المتحدة بان كي مون في منصبه لولاية ثانية. وقال دبلوماسيون إن بان حصل على دعم الدول ال 15 الاعضاء في المجلس، موضحين ان الجمعية العامة للامم المتحدة ستكمل اعادة انتخاب الامين العام الثلاثاء المقبل. وعقد المجلس اجتماعاً خاصاً شبيهاً باللقاء الذي يعقد لاختيار حبر أعظم، ليبت بشأن المرشحين لتولي الامانة العامة للمنظمة الدولية. وهي المناسبة الوحيدة التي يتبنى فيها مجلس الأمن قراراً سرياً. الا ان الاجتماع استمر بالكاد ثلاث دقائق. وبدلا من الدخان الابيض، اعلن نبأ دعم بقاء الامين العام في منصبه لولاية ثانية برسائل وضعها دبلوماسيون بريطاني واميركي والماني على موقع تويتر من داخل القاعة. وقال دبلوماسي طالباً عدم الكشف عن هويته ان "القرار تلي وبدلاً من رفع الايدي او التصويت، قوبل بالتصفيق". وخرج سفير الغابون في الاممالمتحدة نيلسون ميسوني الذي يتولى رئاسة مجلس الامن في حزيران (يونيو) من القاعة ليتلو أمام الصحافيين بياناً يؤكد ان المجلس اوصى بتمديد ولاية وزير الخارجية الكوري الجنوبي السابق على رأس المنظمة الدولية. وقال ميسوني ان المجلس تبنى بالاجماع تقديم "توصية للجمعية العامة للامم المتحدة بتعيين بان كي مون أمينا عاماً للامم المتحدة لولاية ثانية تمتد من الاول من كانون الثاني (يناير) 2012 الى 31 كانون الاول (ديسمبر) 2016". وقال بان في تصريح من برازيليا التي يزورها حالياً ان "التصويت بالاجماع داخل مجلس الامن شرف كبير". واضاف "يشرفني أن أخدم هذه المنظمة العظيمة كأمين عام واعبر عن شكري لهذه الثقة وهذا الدعم". وتابع بان كي مون (67 عاماً): "افتخر بما قمنا به سوياً. وعلى رغم من انني ادرك التحديات الهائلة التي تنتظرنا (...) لدي الحافز والاستعداد لمواصلة العمل مع الدول الاعضاء". وكان بان كي مون واثقا من تمديد ولايته في غياب اي منافس آخر على المنصب. ودعم مجلس الامن الدولي للامين العام حاسم اذ أن اياً من دوله الدائمة العضوية (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) يمكن ان تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع تعيينه. وسبب دبلوماسيون من دول اميركية لاتينية بعض التأخير امس عندما طلبوا مزيداً من الوقت للحصول على توجيهات من حكوماتهم قبل ان تعلن مجموعتهم موقفها. وكانت الحكومة الروسية آخر الاعضاء الدائمين في مجلس الامن يعلن الخميس دعمه لمنح ولاية ثانية لبان كي مون. وبان كي مون الذي لا يملك شخصية سلفه كوفي انان القوية، تولى منصب الامين العام في الاول من كانون الثاني (يناير) 2007 بعد الاصلاح الرامي الى جعل هذه المنظمة اكثر فعالية وشفافية واقل كلفة. وخلال ولايته الاولى، حرص بان كي مون الذي يجوب العالم بلا توقف ويعمل بلا كلل حسب المقربين منه، على عدم اثارة غضب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن. وهو يبدو اقرب الى الولاياتالمتحدة أكثر من بقية الدول بحسب بعض الدبلوماسيين. وتعرض لانتقادات روسيا اثر استقلال كوسوفو في 2008، ثم خلال الحرب بين روسيا وجورجيا في آب (اغسطس) 2008. كما يبدي بان حرصاً كبيراً على عدم اغضاب العملاق الصيني، متجنباً توجيه انتقادات تطال سجلها الملطخ بكثير من الشوائب في مجال حقوق الانسان. ومن ابرز نقاط الضعف التي تؤخذ عليه افتقاده لشخصية قوية ولغته الانكليزية غير المتينة بما يكفي فضلاً عن ضعفه في اللغة الفرنسية. الا انه لمع صورته بوضوح أخيراً في عيون المدافعين عن حقوق الانسان بسبب مواقفه المؤيدة للثورات الشعبية في العالم العربي اذ لم يتوان عن تأييد الثوار ودعوته الحكام الى الحوار والانفتاح. بدأ بان كي مون مسيرته كدبلوماسي عام 1970 بعد حصوله على اجازة من جامعة سيول الوطنية التي انتقل منها الى جامعة هارفرد المرموقة في الولاياتالمتحدة. وقد بدأ التعرف على الاممالمتحدة في 1975 كموظف في قسم الاممالمتحدة في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية. وبان المولود في 13 حزيران (يونيو) 1944، متزوج وله ابن واحد وابنتان.