علمت «الحياة» ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيعلن اليوم ترشّحه لولاية ثانية، وأن انتخابه سيتمّ في 23 الشهر الجاري، على الارجح بالاجماع في مجلس الأمن والجمعية العامة. وقالت مصادر ديبلوماسية ان فريق بان أصرّ على ان يتم الانتخاب، أسوة بسلفه كوفي انان الذي أُعيد انتخابه باكراً في حزيران (يونيو) لولايته الثانية. وتبنى بان كي مون مواقف نال عليها تقديراً مهماً في العالم، بسبب تمسكه بمبدأ «عدم الإفلات من العقاب»، ونتيجة مواقفه الشجاعة إزاء «الربيع العربي» ومواقفه المؤيدة للثورات الشعبية في العالم العربي، بدءاً بمواقف صلبة في شأن مصر وليبيا. ولفت بان أنظار العالم، بشجاعة مواقفه إزاء ساحل العاج، والتي كانت عاملاً حاسماً في تسوية النزاع، إذ وقف بصلابة أمام الرئيس المخلوع للبلاد لوران غباغبو، كما نشر تقريراً جريئاً عن سريلانكا المتهمة بارتكاب «جرائم حرب» محتملة خلال قمعها حركة نمور التاميل. ولمعت صورة بان في وضوح أخيراً لدى المدافعين عن حقوق الانسان، بسبب مواقفه الحادة والحازمة من الأنظمة وتأييده الثوار ودعوته الحكام الى الحوار والانفتاح، مظهراً قدرة على تبني مواقف قيادية في شأن حقوق الانسان وحماية المدنيين، خصوصاً في العالم العربي. تولى بان منصب الأمين العام للأمم المتحدة في الأول من كانون الثاني (يناير) 2007، وحرص خلال ولايته الأولى على عدم إثارة غضب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا)، والتي ستصدر حكمها على ترشيحه قبل الاحتكام الى تصويت كامل للدول الاعضاء في الجمعية العامة للمنظمة الدولية. وضمن بان تأييدها له. وتعرّض بان في بعض المراحل لانتقادات روسيا، بسبب غضه الطرف على استقلال إقليم كوسوفو عن صربيا عام 2008، ثم خلال الحرب بين روسيا وجورجيا في آب (أغسطس) من العام ذاته. ويبدو بان كي مون أقرب الى الولاياتالمتحدة منه الى الدول الأخرى، لكنه يبدي أيضاً حرصاً كبيراً على عدم إغضاب الصين، متجنباً توجيه انتقادات تطاول سجلها في مجال حقوق الإنسان. ويعتقد كثيرون بأن بان سيتحرر من القيود بعد إعادة انتخابه، ولن يعود لديه أي عذر لرفض إعلان معارضته، عندما يلزم الأمر، لأي من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن. وبدأ بان كي مون (66 سنة) مسيرته الديبلوماسية عام 1970، بعد حصوله على إجازة من جامعة سيول الوطنية التي انتقل منها الى جامعة هارفرد المرموقة في الولاياتالمتحدة. وباشر التعامل مع الأممالمتحدة عام 1975، بوصفه موظفاً في قسم الأممالمتحدة في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، قبل ان يصبح وزيراً للخارجية. وُلد بان في 13 حزيران 1944 وهو متزوج وله ابن وابنتان، ويتميّز بعمله الدؤوب كما يعتبر نفسه موظفاً دولياً مكلفاً إنجاز مهمة، ولا يزعم أكثر من ذلك.