إسلام آباد، كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز – اعلن مسؤولون باكستانيون ان حوالى 300 متمرداً عبروا الحدود مع افغانستان وهاجموا باستخدام رشاشات آلية من طراز «إي كي – 47» بلدة موالية للحكومة في منطقة باجور القبلية (شمال غرب)، ما اسفر عن مقتل 5 مدنيين على الاقل بينهم امرأتان وجرح 8 اشخاص آخرين. واوضح هؤلاء ان المسلحين «قدموا من الجبال حيث لا ننشر مواقع أمنية، واستخدموا أيضاً قذائف صاروخية لاستهداف منازل، ما حتم رد السكان القبليين عليهم في اشتباك استمر 30 دقيقة لإجبارهم على التراجع. ونفت السلطات الافغانية حدوث تسلل انطلاقاً من اراضيها، علماً ان تأكيد الهجوم سيجعله الثاني الذي يشنه مئات المتمردين القادمين من افغانستان منذ مطلع الشهر الجاري، إذ اعلن مسؤولون في الثاني من الشهر الجاري ان حوالى 400 مقاتل عبروا الحدود من أفغانستان وهاجموا نقطة تفتيش أمنية في منطقة دير العليا، ما أسفر عن مقتل 27 عسكرياً باكستانياً و35 مسلحاً و3 مدنيين. واعلن الجيش الباكستاني ارسال تعزيزات الى المنطقة، حيث «لا يزال المتمردون الذين تكبدوا خسائر بشرية فيها»، فيما اتهم قائد شرطة ولاية كونار الأفغانية محمد عوض الجيش الباكستاني بقصف قرى اقليم شيغال بانتظام، مشيراً الى سقوط اربعة اطفال ورجلان بقذيفة استهدفتهم اول من امس. على صعيد آخر، قتل اربعة افراد من اسرة واحدة بينهم ثلاث نساء في انفجار لغم زرعه مسلحو حركة «طالبان» على طريق سلكوه على متن جرار زراعي في منطقة معروف بولاية قندهار جنوبافغانستان. الى ذلك، افادت صحيفة «واشنطن بوست»، بأن «العلاقات الامنية بين الولاياتالمتحدةوباكستان وصلت الى ادنى مستوياتها منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، ما يهدد برامج مكافحة الارهاب». وأبلغ مسؤولون اميركيون وباكستانيون الصحيفة ان «العلاقات قد تتدهور بشكل اضافي وسط ضغوط متزايدة داخل الجيش الباكستاني لخفض العلاقات مع الولاياتالمتحدة، اثر العملية التي نفذتها القوات الأميركية الخاصة لقتل اسامة بن لادن في باكستان. وقال مسؤول اميركي لم يكشف اسمه للصحيفة، إن «قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني يصارع من اجل البقاء، في ظل غضب كبار قادة الجيش من الولاياتالمتحدة ومحاولته تهدئتهم». وندد اعضاء في الكونغرس الاميركي أمس، باعتقال باكستان مخبرين محليين زوّدوا وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) معلومات حول مقر اقامة بن لادن. كذلك، وجهت مجموعة من 25 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي، معظمهم من الديموقراطيين، رسالةً الى الرئيس الاميركي باراك اوباما لحضه على تسريع سحب القوات الاميركية من افغانستان بهدف تسريع نقل السلطات الى القوات الافغانية. واعتبر اعضاء مجلس الشيوخ، وبينهم جمهوريان من «حزب الشاي» ومستقل، ان الأهداف المرتبطة بملاحقة المسؤولين عن اعتداءات 11 ايلول قد «تحققت الى حد كبير». وجاء في الرسالة: «نكتب اليك للتعبير عن دعمنا الحازم لتغيير الاستراتيجية وبدء انسحاب كبير للقوات الاميركية من افغانستان». وأضافت: «بدلاً من مواصلة الانجرار في نزاعات قديمة ومحلية وإقليمية، يجب ان نسرع نقل المسؤوليات من اجل تطوير افغانستان والافغان وحكومتهم»، مبدين ايضاً اسفهم «للفساد المستشري» في افغانستان. وعلى هامش جلسة عقدتها لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ اول من امس، اعترف وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، بأن «معظم الدول يكذب بعضها على بعض» وذلك لدى مواجهته تساؤلات جديدة حول امكان ممارسة باكستانوأفغانستان لعبة مزدوجة مع واشنطن. وزاد: «يجري العمل بهذا الشكل، بل يرسلون احياناً جواسيس للتجسس علينا، على رغم انهم حلفاؤنا المقربون».