إسلام آباد - يو بي آي - قتل 9 من متمردي حركة «طالبان باكستان» واعتقل قائدان عسكريان في صفوفها، خلال اشتباكات اندلعت مع الجيش في منطقة أوراكزاي القبلية (شمال غرب) المحاذية للحدود مع أفغانستان، ما رفع الى 28 عدد المسلحين القتلى في المنطقة خلال الساعات ال 24 الأخيرة. وأفادت قناة «جيو تي في» الخاصة بأن جنديين جرحا في العملية العسكرية المكثفة التي اطلقتها القوات الحكومية في مناطق مختلفة من أوراكزاي، مشيرة الى أن القوات تدك مخابئ المسلحين بالأسلحة الثقيلة. على صعيد آخر، ابدى محللون هنود قلقهم من أن تملك باكستان اليد العليا في أفغانستان اذا انتهت الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في هذا البلد، ما يهدد بفراغ سياسي. ورأى هؤلاء أن تزايد الارتياب في شأن أفغانستان ربما يهدد محادثات السلام المترددة بين الهند وباكستان، وينذر بمزيد من هجمات المتشددين على الأراضي الهندية. ويمكن ان يقوض ذلك ايضاً علاقات نيودلهي مع واشنطن بعد فترة من الازدهار. وزاد شعور الهند بأنها تلعب دوراً ثانوياً بعد الحوار الاستراتيجي الرفيع المستوى الذي أجري بين باكستانوالولاياتالمتحدة في واشنطن الاسبوع الماضي، وإشادة الإدارة الأميركية بحملة باكستان ضد قادة «طالبان» وتعهدها تسريع المساعدات الأميركية لإسلام آباد. وما يعزز هذا الشعور اعتقاد الغرب بوجود حاجة اكبر الى باكستان من الهند للتوسط في اي اتفاق مع «طالبان»، في حال انسحاب القوات الأميركية من افغانستان، ما يرجح اضطراب العلاقات بين القوة الاقتصادية الآسيوية الناشئة والغرب. وقال وكيل الوزارة الهندي السابق لاليت مانسينغ: «هناك شعور في الهند بأن باكستان تزداد غروراً، وأن دورها سيكون كبيراً في أفغانستان وأن اميركا ستعتمد عليها لتنفيذ ما تريده». وكانت نيودلهي اعتبرت ان الهجوم الذي شنه متشددون على دار للضيافة في كابول في شباط (فبراير) الماضي وأسفر عن مقتل ستة هنود، مؤشر على ازدياد ثقة باكستان، مع العلم انه اعتبر الهجوم الكبير الثالث ضد مصالح هندية في افغاسنتان خلال عامين. وفي ما يشبه حرباً بالوكالة بين الدولتين في أفغانستان، اتهمت وسائل إعلام باكستانية الهند بأنها تقف خلف مقتل عمالباكستانيين في قندهار هذا الشهر. ودأب مسؤولون باكستانيون على اتهام الهند بمساعدة انفصاليين بلوش سراً، ويزعمون أن العديد من القنصليات الهندية الجديدة في أفغانستان ليست الا مراكز للتجسس. وقال وكيل وزارة الخارجية الباكستانية السابق شمشد احمد خان: «تهميش الهند امر محتم، اذ لا دور لها في أفغانستان. ويدرك الأميركيون أن دور باكستان في أي تسوية مستقبلية في أفغانستان ضروري». ولمح الرئيس الافغاني حميد كارزاي الى أنه يولي مزيداً من التركيز على باكستان حالياً، مع العلم ان صحيفة «انديان اكسبرس» كشفت امس احتمال تواصل نيودلهي مع عناصر في «طالبان» لمواجهة باكستان.