تراجعت أسعار النفط أمس متأثرة بانخفاض المخزون في السوق بعد استقالة المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي دونالد ترامب والمناصر للتجارة الحرة غاري كون، ما عزز مخاوف في شأن اتجاه واشنطن لفرض رسوم جمركية على الواردات ونشوب حرب تجارية. وقال تجار إن ارتفاع الإنتاج الأميركي وزيادة المخزون أثرا في أسعار الخام. وأعلن كون المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي، الذي كان يعتبر من مناهضي قوى الحماية التجارية داخل الإدارة، استقالته أول من أمس، ما دفع العقود الآجلة على مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للانخفاض بأكثر من واحد في المئة اليوم. ونزلت أسعار العقود الآجلة لخام «برنت» 53 سنتاً أو 0.8 في المئة عن آخر تسوية إلى 65.26 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 46 سنتاً أو 0.7 في المئة إلى 62.14 دولار للبرميل. وحذرت اقتصادات كبرى من بينها الاتحاد الأوروبي والصين، من أن مثل هذه الرسوم الجمركية قد تشعل حرباً تجارية عالمية، ما قد يقوض النمو الاقتصادي وبالتالي استهلاك النفط. وقال تجار إن أسعار النفط تأثرت أيضاً بزيادة مخزون الخام الأميركي. وأظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي أن مخزون النفط زاد 5.661 مليون برميل في الأسبوع الماضي، ليبلغ 426 مليوناً و880 برميلاً. من جهة أخرى، أعلن تجار أمس أن «قطر للبترول» باعت مكثفات منخفضة الكبريت إلى شركة «يونيبك» الصينية للتحميل بين نيسان (أبريل) وأيلول (سبتمبر) من خلال عرض. وأضافوا أن «قطر للبترول» باعت الشحنات بعلاوة تزيد قليلاً على دولار للبرميل فوق معادلتها السعرية. ومن المقرر أن تقوم «يونيبك» بتحميل شحنة حجمها 500 ألف برميل كل شهر. في القاهرة، أعلنت وزارة البترول المصرية في بيان أن «بي بي» ستبدأ الإنتاج من حقلي غاز مصريين لها في جزء من مشروع غرب الدلتا التابع للشركة وذلك قبل نهاية السنة. وأضاف البيان أن من المتوقع أن ينتج الحقلان، فيوم وجيزة، ما بين 500 مليون و700 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً. وبدأت «بي بي» بالفعل إنتاج الغاز من حقلين آخرين في امتياز غرب الدلتا التابع لها العام الماضي. وينتج الحقلان توروس وليبرا، اللذان بدأ تشغيلهما قبل الموعد بثمانية أشهر وبتكلفة دون المقررة في الموازنة، نحو 700 مليون قدم مكعبة معيارية يومياً من الغاز لمصلحة الشبكة الوطنية المصرية. وكان الرئيس التنفيذي للشركة بوب دادلي قال الشهر الماضي إن الشركة تخطط لاستثمار أكثر من بليون دولار في مصر هذا العام. وتسعى مصر إلى تسريع الإنتاج من حقول مكتشفة حديثة وتستهدف وقف الاستيراد بحلول عام 2019 وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وفي سياق منفصل أكد الشركاء في حقل «لوثيان» البحري الإسرائيلي للغاز الطبيعي، استيفاء كل الشروط للسماح بتوريد الغاز إلى شركة الكهرباء الأردنية. وأضافوا أن طاقة خط الأنابيب الذي سيصل إلى الأردن عبر خط أنابيب مباشر وآخر يمر عبر مصر ستسمح بضخ ما يصل إلى عشرة بلايين متر مكعب من الغاز سنوياً. ووقع شركاء الحقل في 2016 اتفاقاً مدته 15 سنة بقيمة عشرة بلايين دولار لتوريد 1.6 تريليون قدم مكعبة (أو نحو 45 بليون متر مكعب) من الغاز إلى شركة الكهرباء الوطنية الأردنية في مقابل عشرة بلايين دولار. ويخضع هذا الاتفاق لشروط وموافقات عدة. جرى اكتشاف حقل لوثيان، الذي يقع على بعد نحو 130 كيلومتراً غرب حيفا، في كانون الأول (ديسمبر) 2010 ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج بنهاية 2019. وتمتلك «نوبل إنرجي» ومقرها تكساس 40 في المئة من الحقل بينما تملك «ديليك» للحفر 45 في المئة و «ريشيو أويل اكسبلوريشن» 15 في المئة. والشهر الماضي أعلنت شركة «دولفينوس» القابضة المصرية إنها ستشتري غازاً طبيعياً إسرائيلياً بقيمة 15 بليون دولار بموجب اتفاقين مدتهما عشر سنوات، في صفقة تأمل إسرائيل أن تعزز العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وفي نيويورك، أعلن معهد البترول الأميركي إن مخزون النفط الخام في الولاياتالمتحدة سجل زيادة أكبر من المتوقع الأسبوع الماضي بينما هبط مخزون البنزين وارتفع مخزونات نواتج التقطير. وأظهرت أحدث بيانات أسبوعية من معهد البترول أن مخزونات الخام قفزت بمقدار 5.661 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني من آذار في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 2.72 مليون برميل. وانخفض مخزون النفط في مركز تسليم العقود الآجلة في «كاشينغ» في أوكلاهوما بمقدار 790 ألف برميل. وأشارت بيانات معهد البترول إلى أن مخزونات البنزين هبطت بواقع 4.54 مليون برميل في حين توقع محللون في استطلاع لوكالة «رويترز» انخفاضاً قدره 1.20 مليون برميل. وارتفع مخزون نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 1.49 مليون برميل مقارنة بتوقعات لانخفاض قدره 1.2 مليون برميل. وارتفعت واردات الولاياتالمتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 803 آلاف برميل يومياً إلى 7.829 مليون برميل يومياً.