رويترز - تراجعت أسعار النفط أمس متأثرة بزيادة في مخزون المنتجات المكررة الأميركي ما اعتبرته السوق مؤشراً إلى فتور في الطلب. ونزلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» إلى 62.80 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط إلى 57.50 دولار للبرميل. وقال تجار إن الأسعار تراجعت بعدما أظهر تقرير ل «معهد البترول الأميركي» أول من أمس، زيادة 9.2 مليون برميل في مخزون البنزين للأسبوع المنتهي في أول كانون الأول (ديسمبر) وزيادة 4.3 مليون برميل في مخزون نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة. وأظهر استطلاع لوكالة «رويترز» نشرت نتائجه أمس أن محللي النفط رفعوا توقعاتهم لسعر الخام في العام المقبل بعد اتفاق كبار المنتجين على تمديد خفض الإنتاج. ومن المتوقع الآن أن يسجل «برنت» 58.84 دولار للبرميل في 2018 بزيادة أكثر من ثلاثة دولارات عن توقعات الاستطلاع السابق الذي أجري في نهاية تشرين الأول (أكتوبر). لكن محللين عبروا عن شكوكهم في التزام بعض الدول من خارج «أوبك» خصوصاً روسيا التي تخطط لتوسيع الإنتاج من حقولها النفطية الجديدة. وأظهر الاستطلاع الذي شمل 30 من خبراء الاقتصاد والمحللين، أن من المتوقع أن تسجل العقود الآجلة للخام الأميركي في المتوسط 54.78 دولار للبرميل في 2018 ارتفاعاً من توقعات سابقة عند 52.50 دولار للبرميل. وأشارت التقديرات إلى أن متوسط خام غرب تكساس الوسيط سيبلغ 50.65 دولار للبرميل في السنة الجارية. وفي السياق، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح إن «الشركة السعودية للصناعات الأساسية» (سابك) تنظر في فرص استثمارية عدة في الولاياتالمتحدة، مضيفاً على هامش مؤتمر في أبوظبي، أن اهتمام شركة النفط الوطنية العملاقة «أرامكو السعودية» باستثمارات الغاز يتركز في المناطق الأقرب إلى المملكة مثل أفريقيا أو حوض المتوسط على الأرجح. وأكد وزير الطاقة الأميركي ريك بيري أنه أجرى مناقشات مع المسؤولين السعوديين بشأن إمكان تصدير الولاياتالمتحدة الغاز الطبيعي المسال إلى المملكة. والتقى بيري ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الطاقة خالد الفالح وزار «أرامكو السعودية». إلى ذلك، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن نظيره السعودي سيسافر إلى منطقة القطب الشمالي الروسية ليشهد افتتاح محطة غاز طبيعي مسال هناك. وسيزور الوزيران المحطة في الأسبوع الحالي. ومن المتوقع أن تنتج محطة «يامال» للغاز الطبيعي المسال، التي تديرها شركة «نوفاتك»، أكبر منتج للغاز من القطاع الخاص الروسي، 17.5 مليون طن سنوياً. وفي سياق منفصل، أشار نوفاك في مقابلة مع تلفزيون «روسيا 24» إلى أن أسعار النفط العالمية مستقرة نسبياً، وأن التقلبات منخفضة. كما كتب على حسابه بموقع «تويتر» إن «الحكومة العراقية ليس لديها أي اعتراضات على عمليات شركات النفط الروسية في إقليم كردستان العراق»، مؤكداً أن «روسيا راضية عن التعاون مع العراق في إطار اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي». في السياق، قال الرئيس التنفيذي ل «غازبروم نفت» ألكسندر ديوكوف، إن الشركة الروسية وشركاءها في تطوير «حقل بدرة النفطي» العراقي يعتزمون استثمار 2.5 بليون دولار أخرى في المشروع حتى عام 2030. وبلغت استثمارات «الكونسورتيوم» العالمي الذي يضم «غازبروم نفت» و «كوغاس» الكورية الجنوبية و «بتروناس» الماليزية و «تباو» التركية، أربعة بلايين دولار حتى الآن. و «غازبروم نفت» هي الشركة المشغلة للمشروع. وقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، إن «الحقل النفطي ينتج حالياً 85 ألف برميل يومياً، مضيفاً أن «محطة الغاز الملحقة به ستزيد الإنتاج إلى 50 مليون قدم مكعبة يومياً في الربع الأول من عام 2018 من 35 مليون قدم مكعبة يومياً في الوقت الحالي». وذكر اللعيبي أن «العراق قد يستورد الغاز الطبيعي من إيران لمعالجته في محطة غاز حقل بدرة». وأضاف أن رئيس «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) يجري حالياً محادثات في إيران لتحديد موعد بدء صادرات النفط من حقول كركوكالعراقية. إلى ذلك، رفعت «شركة بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) أسعار خاماتها الثلاثة لشهر تشرين الثاني. وحددت الشركة المنتجة بأثر رجعي سعر البيع الرسمي لشحنات تشرين الثاني من خامها القياسي خام «مربان» عند 63.65 دولار للبرميل بزيادة 5.55 دولار وفقاً لبيان الشركة. وبهذا يزيد سعر البيع الرسمي لخام مربان في تشرين الثاني 2.83 دولار للبرميل فوق متوسط الأسعار المعروضة لخام دبي لذلك الشهر وهي أكبر علاوة سعرية منذ أيار 2016. ورفعت «أدنوك» علاوات سعر البيع الرسمي فوق أسعار دبي لجميع خاماتها بمقدار 28 سنتاً للبرميل وهو ما جاء في حدود توقعات السوق. في سياق منفصل، وقعت قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا بروتوكول اتفاق لبناء أنبوب لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، يعتبر الأطول في العالم تحت الماء. وجاء في بيان مشترك بين الدول الأربع أن «المشروع سيؤمن وسيلة مباشرة وطويلة الأمد لتصدير الغاز من إسرائيل وقبرص إلى اليونان وإيطاليا وأسواق أوروبية أخرى»، ما سيخفف من ارتباط الاتحاد الأوروبي بالغاز الروسي.