تراجعت أسعار النفط أمس، وهبطت العقود الآجلة لخام «برنت» إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل مع استمرار تخمة المعروض في أسواق الوقود، على رغم أن التوتر في الشرق الأوسط وتراجع المخزون الأميركي قدما بعض الدعم للأسعار. وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 17 سنتاً أو ما يعادل 0.3 في المئة إلى 49.95 دولار للبرميل. وفقد نحو ثمانية في المئة منذ 25 أيار (مايو) عندما اتفقت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) والمنتجون المستقلون على تمديد خفوضات إنتاج الخام حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل. ونزل خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 17 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 48.02 دولار للبرميل، وانخفض الخام أكثر من ستة في المئة منذ 25 أيار. وأكد تجار أن تخمة المعروض من الوقود حالياً تُبقي الأسعار تحت ضغط، على رغم تعهد «أوبك» وغيرها من المنتجين بخفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً. بيد أن السوق اكتسبت دعماً في الأجل القريب من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط ومؤشرات على انخفاض تدريجي في مخزونات الوقود الأميركية الضخمة. في السياق، أكد «معهد البترول الأميركي» أن مخزون النفط الخام في الولاياتالمتحدة تراجع الأسبوع الماضي في حين زاد مخزون البنزين ونواتج التقطير. وانخفض مخزون الخام 4.6 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في الثاني من حزيران (يونيو)، بينما توقع المحللون تراجعه 3.5 مليون برميل. وأشار المعهد إلى أن مخزون الخام في نقطة التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما تراجعت 1.6 مليون برميل. وأظهرت بيانات المعهد ارتفاع استهلاك الخام بمصافي التكرير 68 ألف برميل يومياً. وقفزت مخزونات البنزين 4.1 مليون برميل، في حين توقع محللون في استطلاع أجرته وكالة «رويترز» ارتفاعها 0.6 مليون برميل. ووفقاً لأرقام المعهد، ارتفعت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 1.8 مليون برميل مقارنة بتوقعات بأن تزيد 0.3 مليون برميل. وتراجعت واردات الولاياتالمتحدة من الخام 52 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي. في سياق منفصل، أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن «سوناطراك» الجزائرية للطاقة و «ريبسول» الإسبانية وقعتا اتفاقاً لتعزيز شراكتهما في التنقيب عن مصادر الطاقة وإنهاء خلافاتهما ودياً. وأكدت وسائل إعلام محلية وفرنسية أن «ريبسول لجأت إلى التحكيم الدولي ضد «سوناطراك» العام الماضي، بشأن تغييرات في شروط تقاسم الأرباح أجريت منذ عشر سنوات». ولفتت «سوناطراك» في بيان نقلته الوكالة، إلى أن «الاتفاق سيجعل التعاون مثمراً عن طريق متابعة الاستغلال المشترك ومعالجة الخلافات الموجودة بينهما بالتراضي». وتتبنى «سوناطراك» الحكومية نهجاً أكثر مرونة في الصفقات الثنائية مع الشركاء الأجانب، في وقت يتطلع البلد لزيادة الإنتاج. وفي أيار، وقعت «توتال» الفرنسية اتفاقاً جديداً مع «سوناطراك» لتوسيع شراكتهما في مشاريع جديدة لأنشطة المنبع، لتضع إطاراً تعاقدياً جديداً لمشروع «تيميمون»، وتواصل العمليات المشتركة في حقل «تين فوي تبنكورت» للغاز. ويضغط هبوط أسعار النفط المستمر منذ ثلاث سنوات على اقتصاد الجزائر التي تعتمد على الطاقة في 60 في المئة من إيراداتها. إلى ذلك، نفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تلميحات إلى أن روسيا قد تعيد «في نهاية المطاف» شراء الحصة التي باعتها في شركة النفط الروسية الكبيرة روسنفت إلى قطر، مشيراً إلى أنها «غير ممكنة وغير صحيحة». وكان «جهاز قطر للاستثمار» وشركة «غلينكور» لتجارة السلع الأولية ومقرها سويسرا، اشترتا 19.5 في المئة من «روسنفت» في مقابل أكثر من عشرة بلايين يورو (11.22 بليون دولار) في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وجاءت تصريحات بيسكوف في مؤتمر بالهاتف مع الصحافيين رداً على تكهنات بأن موسكو تريد إعادة شراء حصتها في «روسنفت».