أكد الناطق باسم هيئة أركان «جيش الإسلام» حمزة حمزة بيرقدار، في حديث ل «الحياة»، أن سكان غوطة دمشقالشرقية يرفضون الخروج منها، كي لا تتكرر تجربة المناطق الأخرى في جنوب الغوطة وداريا والزبداني والمليحة». جاء ذلك رداً على «مبادرة روسية» تفضي الى إخراج المدنيين من الغوطة الشرقية عبر ممرات آمنة. ولفت إلى «تخوّف الأهالي من أن يعاملوا بذل أو يتم اعتقال المطلوبين منهم أو الزجّ بالشباب منهم في ساحات القتال ضد الشعب السوري وإخوانهم»، مشيراً إلى أن النظام السوري رفض نداءات لإخراج المصابين بأمراض مزمنة وخطرة لا يمكن علاجها في الغوطة، وربطها هذه المطالب دائماً بأخرى سياسية. وشكّك بيرقدار في نوايا النظام والروس «الذين يواصلون القتل باستخدام الوسائل كافة» في الغوطة المحاصرة، لافتاً إلى أن الهدف الحقيقي «هو إجراء تغيير ديموغرافي في محيط دمشق لمصلحة مخططات إيران». وأوضح أن «معظم المقاتلين يعيشون منذ سنوات، تحت الحصار مع أهلهم وعائلاتهم، وأن الأهالي لن يوافقوا على ترك أبنائهم وأزواجهم ومواجهة مصيرهم لوحدهم». ونفى بيرقدار ل «الحياة»، امتلاك فصائل المعارضة في الغوطة «أي نوع من الأسلحة الكيماوية والغازات»، أو استهدافها المواطنيين السوريين داخل الغوطة وخارجها بأي نوع من أنواع الأسلحة، محملاً النظام السوري وإيرانوروسيا «مسؤولية استهداف السوريين بكل وسائل القتل». ولفت إلى أن «مئات الألوف من سكان الغوطة يعيشون حالياً في دمشق»، وأن «الثوار حملوا السلاح للدفاع عن السوريين من بطش النظام الذي لا يفرق بين مؤيد ومعارض». ورداً على معلومات الروس بوجود «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) في الغوطة واتهام «جيش الإسلام» بإقامة صلات معها، قال بيرقدار إن «الروس والنظام يعلمون أن لا وجود لجبهة النصرة في نحو 80 في المئة من أراضي الغوطة»، ولفت إلى أن «جيش الإسلام شن حملة عسكرية منذ نحو سنة على مقاتلي (النصرة) وأنهى وجودها عملياً باستثناء فلول ليست لهم مقرات أو أفراد يرابطون على الجبهة». وأشار إلى أن «جيش الإسلام وفيلق الرحمن تفاوضا مع الروس لإجلاء عناصر النصرة إلى شمال سورية في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي خشية تكرار سيناريو حلب، لكن النظام والروس عطلوا الاتفاق، حتى يتخذوا من وجودهم حجة لقصف الغوطة». وأكد استعداد «الثوار في الغوطة لأي صفقة مع الروس والنظام لإخراج فلول النصرة». واستنكر بيرقدار تصنيف الروس ل»جيش الإسلام» على أنه ارهابي، وذكر أن «جيش الإسلام أنهى وجود داعش منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأن المسؤوليين الروس التقوا مع ممثلين عن الجيش في جنيف في كانون الثاني (يناير) الماضي، واتفقوا على هدنة لم يلتزم بها الإيرانيون والنظام»، وتساءل: «كيف يفاوض الروس تنظيماً إرهابياً؟». وأكد بيرقدار ل»الحياة»، أن «جيش الإسلام مستعد أن يلتزم بإطلاق النار وفقاً للقرار الأممي مع أخذ الحيطة والحذر من غدر النظام والإيرانيين»، موضحاً أن «المقاتلين في القطاع الأوسط وفي المرج وخزرما والريحان صدوا هجوماً كبيراً للنظام وأوقعوا في صفوفه 150 بين قتيل وجريح». واستبعد بيرقدار أن يدفع الضغط الدولي على روسيا الى وقف النظام عمليات القتل والتدمير، معتبراً أنه خلال سنوات الأزمة عُقدت مئات المؤتمرات واللقاءات «ولو كان العالم جاداً لوضع حداً لبطش نظام الأسد، وأوقف المجزرة بحق شعبنا».