أعلن الجيش الروسي أمس أنه يسمح للفصائل المقاتلة بمغادرة الغوطة الشرقية المحاصرة عبر ممر الوافدين الإنساني مع عائلاتهم وأسلحتهم خلال الهدنة الإنسانية اليومية، وفق ما أفادت وكالات الأنباء الروسية، فيما نددت المعارضة السورية بمحاولات موسكو «فرض تغيير ديموغرافي عبر تهجير قسري للسكان من خلال سياسة الأرض المحروقة». وأعلن الجنرال في الجيش الروسي فلاديمير زولوتوخين أن «فتح الممر الإنساني هذه المرة ليس فقط لمدنيي الغوطة وانما للمقاتلين مع عائلاتهم»، مضيفاً: «سمِح لأفراد التنظيمات المسلحة غير الشرعية بحمل أسلحتهم الشخصية». وأشار إلى تراجع تعرّض ممر الوافدين للنار وهو الممر الذي أعلنت موسكو ودمشق أنه يمكن المدنيين الخروج عبره، لافتاً إلى أنه «ليس من المستبعد أن يكون ذلك متصلاً باقتراحنا للخروج من المنطقة». وكان الجيش الروسي أعلن الأسبوع الماضي استعداده لضمان انسحاب المقاتلين بأمان. ولم يحدد الاقتراح الروسي وجهة مقاتلي المعارضة، لكنه يعيد إلى الأذهان اتفاقات سابقة وافق بموجبها المقاتلون على التخلي عن أراض مقابل الخروج إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة قرب الحدود التركية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن مركز المصالحة الروسي «يضمن الحصانة لكل مقاتلي المعارضة الذين يقررون مغادرة الغوطة بأسلحتهم الشخصية ومع أسرهم». ولفتت إلى أنه سيتم توفير سيارات «وتأمين المسار بأكمله». في المقابل، نفى فصيل «فيلق الرّحمن» الذي يعتبر من أبرز الجماعات المسلحة في الغوطة تواصله مع روسيا في شأن عرضها بخروج آمن لمقاتلي المعارضة. وقال الناطق باسمه وائل علوان إن «لا تواصل لدينا مع الروس»، معتبراً أن روسيا «تصرّ على التصعيد العسكري لفرض التهجير». إلى ذلك، اتهمت القيادية في المعارضة السورية سهير الأتاسي روسيا أمس بمحاولة فرض «تغيير ديموغرافي» في الغوطة بتخيير السكان بين الاستسلام أو الرحيل. وأضافت الأتاسي في تصريح إلى وكالة «رويترز» أن «سياسة الأرض المحروقة ودفع الأهالي إلى الاستسلام أو خيار التهجير القسري والتغيير الديموغرافي هو ما يمثله اليوم العرض الروسي». في غضون ذلك، دعا الأردن أمس إلى «وقف فوري» للنار في الغوطة، مؤكداً أن «إنهاء معاناة الشعب السوري أولوية يجب العمل على تحقيقها». وأشار وزير الخارجية أيمن الصفدي بعد لقائه أمين عام حلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ، إلى أن «الوضع الكارثي في الغوطة ومعاناة أهلها يجب أن يتوقفا عبر وقف فوري للنار». وشدد على أنه «لا حل عسكرياً للأزمة وإن الحل سياسي، ويجب تسريع جهود التوصل إليه وتكثيفها لوقف الكارثة الإنسانية». ودعا الصفدي إلى «تكاتف الجهود للتوصل إلى حل سياسي يقبله الشعب السوري وعلى أساس قرار مجلس الأمن 2254 وعبر مسار جنيف».