سكوبيا - أ ف ب - بدأ العمل على نصب تمثال برونزي عملاق للإسكندر الكبير في العاصمة المقدونية سكوبيا، ما يهدد بمزيد من التوتر على العلاقات مع اليونان، وهي متوترة أساساً بسبب نزاع يعود إلى 20 سنة خلت حول اسم مقدونيا. وأعلنت السلطات المقدونية أن عملية تجميع التمثال بكامله، وطوله 22 متراً، سيتطلب 15 يوماً. ويجسد التمثال، الذي يصل طوله إلى 10 أمتار، الإسكندر الكبير، ملك مقدونيا الذي غزا الأمبراطورية الفارسية، وهو يمتطي حصاناً. وبلغت كلفة التمثال الذي نحتته الفنانة المقدونية فالنتينا ستيفانوفسكا، 9 ملايين يورو. وأطلقت السلطات على التمثال رسمياً، اسم «محارب على صهوة حصان»، في محاولة لتجنب إثارة غضب اليونان. لكن ملامح وجه الخيّال تشبه ملامح الإسكندر الكبير. وتتنازع مقدونيا واليونان على الإسكندر الكبير، باعتباره جزءاً من ارثهما التاريخي. وكان الإسكندر ولد في بيلا، شمال اليونان الحالية، وأسس مقدونيا كامبراطورية ضخمة، وصل جنودها إلى مشارف الهند الحالية، قبل أن يقضي في بابل، عن عمر 32 سنة، مسموماً، وفق روايات تاريخية. وكانت مقدونيا قررت تمويل أعمال هذا التمثال في العام 2007، بعد سنة على منح مطار سكوبيي اسم «الإسكندر الكبير»، ما أثار غضب اليونان أيضاً. وتعتبر اليونان اسم مقدونيا جزءاً من تراثها الوطني، وهي تمنع الاعتراف الدولي بجارتها تحت هذا الاسم. ويعود هذا النزاع إلى تاريخ إعلان استقلال مقدونيا عن يوغسلافيا السابقة العام 1991، وهو يعرقل تطلعات مقدونيا في شأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.