فوجئ أدباء وأستاذة جامعات برفض تسجيل عضويتهم في نادي المنطقة الشرقية، لعدم إحضارهم الشهادة الأصلية لمطابقتها مع صور منها، وعلى رغم من عدم ذكر إحضار الأصل في شروط العضوية، التي وزعها النادي الأدبي والمنشورة على موقعه إلا أن المسؤولين عن تسجيل العضويات أو تجديدها رفضوا إكمال التسجيل، ولم يشفع للمتقدمين من أدباء ومثقفين حملهم ألقاب «معلم» أو «أستاذ جامعة»، أو حتى أعضاء في مجلس الإدارة السابق قبول تسجليهم، إلا بعد إحضار وثيقة رسمية تثبت حملهم لشهادة البكالوريوس، أو تقديم أحد مؤلفاتهم. وفيما نجا من شرط البكالوريس الأدباء الذين أحضروا نسخاً من مؤلفاتهم، وقع المكتفون بالشهادة في مطب إحضار الأصل، وشبه الشاعر زكي الصدير، الحاصل على دبلوم تربوبي عال بعد البكالوريوس برتبة ماجستير وظيفي ويعمل معلماً، أن «شرط مطابقة الأصل لا يوجد إلا في حال التقدم إلى شغل وظيفة، أو السعي إلى الحصول على شهادة أعلى مثل الماجستير والدكتوراه»، مضيفاً أن «محاولات إقناع المسؤول عن التسجيل باءت بالفشل، على رغم من شرحي له أني أشغل وظيفة معلم في وزارة التعليم وهذا دليل كاف لحملة شهادة البكالوريوس، إلا أن المسجل لم يقبل ذلك، متذرعاً بأن الأوراق يجب أن تكون مصدقة ومطابقة للأصل إذ سيتم رفعها إلى وزارة الثقافة والإعلام». وتشهد أروقة الأندية الأدبية حراكاً متسارعاً في تسجيل العضوية أو تجديدها، تحضيراً للانتخابات الجمعية العمومية. وأرجع أحد الأدباء اشتراط إحضار مؤلف أو شهادة بكالوريوس إلى «أنها التجربة الأولى في تسجيل عضوية الجمعية العمومية، وربما تختلط فيها الأسماء لذلك التأكد منها لا بأس فيه». وطال الشرطان رئيس النادي السابق القاص جبير المليحان ونائبه الدكتور مبارك الخالدي، ولم ينظر إلى كونهما شغلا منصباً في النادي ذاته الذي يسعيان إلى الحصول على عضويته، ورأى أحد المثقفين أن «ذلك يضمن العدالة بين الجميع». ووجه مثقفون وأدباء دعوات إلى التسجيل في عضوية النادي وعدم تفويت الفرصة، وبخاصة أن وزارة الثقافة والإعلام أعلنت عن تطلعها إلى إجراء انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية، بعد تشكيل الجمعيات العمومية فيها. ويشترط في تأسيس الجمعيات العمومية ألا يقل عدد المنتمين إليها عن 400 مثقف ومثقفة، في كل ناد أدبي، وصدرت اللائحة الأساسية للأندية الأدبية قبل خمسة أشهر، وخصصت وزارة الثقافة 100 ألف ريال لكل ناد لتغطية مصاريف إنشاء الجمعيات العمومية. وتسري في أوساط مثقفين ملامح تشكيل تكتلات للفوز بمقاعد إدارة الأندية. وبرر أحدهم التوجه ب «ضمان إدخال دماء جديدة إلى النادي الأدبي، ومن أطياف المجتمع كافة، ومن جميع المدارس الأدبية الحديثة والكلاسيكية». ونفى أن «يكون حشد الأصوات ضد إدارة بعينها، وإنما هذه فرصة أمام المثقفين والأدباء في إظهار وجودهم، بعد أن أتيح لهم تشكيل جمعيات عمومية تقود إلى انتخاب مجالس أدبية»، مضيفاً أن «الكرة الآن في ملعب المثقفين، وعليهم أن يثبتوا أنهم قادرون على إدارة شؤونهم بعيداً عن العويل والبكاء». ورأى رئيس «ملتقى الوعد الثقافي» القاص حسين الجفال في شرطي «الكتاب أو الشهادة»: «حجري عثرة أمام كثير من الأدباء، الذين عرفوا في الوسط الثقافي بحراكهم الأدبي، سواء من خلال كتابتهم نصوصاً أدبية أو غيرها، من دون أن ينشروها، ومن دون أن يوفقوا للحصول على شهادة عليا». وقال: «أنا ضد الشرطين، وبخاصة مع وجود كثير من المثقفين لم يحضروا للتسجيل، لعدم الحصول على شهادة بكالوريوس أو يجمع إنتاجه في كتاب»، متسائلاً: «كيف يستبعد مثل هؤلاء الفاعلين من العضوية؟ على رغم معرفة الجميع بهم؟». وطالب ب «توضيح آليات النادي في عدم قبول تسجيل العضوية ولماذا». واعتبر «تسجيل العضوية في الأندية الأدبية بارقة أمل، يتنافس المثقفون عليها، وعتبة أولى للولوج إلى عالم يجمع الأطياف كافة، في انتخابات نزيهة تسفر عن وجه مشرق للنادي الأدبي، بعيداً عن الشللية والتيار الواحد»، مبيناً أن «ترك التسجيل والانتخاب والجلوس جانباً ليست حالة صحية يعيشها المثقف بتاتاً». واقترح الجفال أن «توضع أسماء من سجل في عضوية النادي على موقع النادي في الإنترنت، حتى يكون الجميع على اطلاع بحركة التسجيل والإقبال عليها»، مطالباً «الجميع بقول كلمتهم من خلال التسجيل والانتخاب».