نال فيلم «120 باتمان بار مينوت» (120 نبضة في الدقيقة) من إخراج روبان كامبيو الذي يتناول بدايات مكافحة مرض الإيدز في فرنسا، جائزة «سيزار» كأفضل فيلم في احتفال أظهرت فيه أوساط السينما الفرنسية تضامنها في مكافحة العنف ضد النساء مع وضع شارة بيضاء صغيرة. وقال مانو باييه عريف الاحتفال الثالث والاربعين لجوائز سيزار وهي مكافآت السينما الفرنسية متوجهاً إلى الفاعلين في مجال السينما الموجودين في القاعة: «أدعوكم إلى التحرك من الآن، إلى الوقوف وإظهار الشارات البيض لأننا نتحرك فعلاً الآن» فوقف الحضور مصفقاً. ودعي المشاركون في الاحتفال في قاعة بلييل في باريس ومن بينهم وزيرة الدولة للمساواة بين الجنسين مارلين شيابا ووزيرة الثقافة فرنسواز نيسن، إلى وضع هذه الشارة البيضاء لدعم «الذين يعملون في شكل ملموس حتى لا تضطر اي امرأة بعد الآن أن تقول #أنا أيضاً». وبعد أشهر من الصدمة الكبيرة التي خلفتها قضية هارفي واينستين اطلقت، اكثر من مئة ممثلة وشخصية معروفة في فرنسا من بينهم فانيسا بارادي مع مؤسسة النساء، حملة #الآن نتحرك. إلا أن الفائزين لم يتطرقوا كثيراً الى هذا الموضوع لدى تسلمهم جوائزهم في الاحتفال الذي شهد نيل «120 باتمان بار مينوت» جائزة سيزار أفضل فيلم. وحصد الفيلم الذي فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان العام الماضي، ست مكافآت فيما كان مرشحاً في 13 فئة. وانتظر كامبيو أكثر من 20 سنة لتصوير بدايات مكافحة الآيدز عبر نضال جمعية «آكت آب». وفي حين ركزت افلام اخرى على هذا المرض الذي اجتاح أوساط المثليين في تلك الفترة على مصائر أشخاص، راهن المخرج البالغ 55 سنة على الجهد الجماعي. ويضيء الفيلم على النشاط والحملات التي كانت تشن قبل وجود وسائل التواصل الاجتماعي من دون أن ينحى إلى النوع الوثائقي لأنه على الأرجح أفرد حيزاً لعلاقة حب بين شون الإيجابي المصل وناتان السليم. ونال الممثل ناويل بيريز بيسكايار، «سيزار» أفضل موهبة جديدة فيما حاز انطوان رينارتس الذي يؤدي دور المسؤول عن جمعية «آت آب» «سيزار» كأفضل ممثل في دور ثانوي. وحرص كامبيو على لفت الانتباه الى مسألة المهاجرين قائلاً: «حان الوقت لنصغي إليهم لأنه كما كان الوضع قبل 25 سنة، الصمت يوازي الموت». وحاز فيلم «أوروفوار لا هو» (الى اللقاء فوق) الذي يتمحور حول رجلين خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها خمس جوائز من بينها أفضل إخراج لالبير دوبونتيل. وفاز سوان ارلو (36 سنة) بجائزة افضل ممثل عن تأديته دور مزارع يواجه وباء في فيلم «بوتي بيزان» (مزارع صغير) من إخراج أوبير شارويل. ونال هذا الفيلم ثلاث مكافآت بالإجمال مع سيزار أفضل فيلم أول وأفضل ممثلة في دور ثانوي لساره جيرودو. وحازت جان باليبار جائزة أفضل ممثلة عن دورها في «باربارا» لماتيو امالريك الذي تؤدي فيه دور المغنية الفرنسية باربارا. وعند تسلمها جائزتها، تطرقت الممثلة البالغة 49 سنة «إلى كل الأشياء التي نتحدث عنها، المضايقات الخطرة لا بل الجرائم»، في إشارة إلى العنف الذي تتعرض له المرأة. أما سيزار أفضل موهبة جديدة في صفوف النساء فكانت من نصيب الممثلة والمغنية كاميليا جوردانا عن دورها في فيلم «لو بريو» لايفان أتال. وتميز الاحتفال بتكريم الفنانين الراحلين خلال العام المنصرم، وهم جان مورو ودانييل داريو وجان روشفور وجوني هاليداي الذي سلمت ابنته الممثلة لورا سميت إحدى الجوائز. وتسلمت الممثلة الاسبانية بينيلوبي كروز التي بدا عليها التأثر، جائزة فخرية عن مسيرتها من المخرج بيدرو المودوفار. وذهب «سيزار أفضل فيلم أجنبي» إلى «في غياب الحب» للروسي أندري زفياغينتسيف المرشح أيضاً لجوائز الأوسكار التي تمنح اليوم.