في فيلم «آمور» للنمسوي مايكل هانيكه، تموت آن مدرّسة الموسيقى والعاشقة والزوجة المخلصة والأم الرؤوم، نتيجة سكتة دماغية وأمراض الشيخوخة. لم تكن آن التي أدت دورها الفرنسية إيمانويل ريفا توفيت عن 89 سنة، أول من أمس، ممثلة بارعة فقط، بل كان الدور يلبسها لبساً بدءاً من مظهرها الخارجي وتجاعيدها التي تحكي قصصاً وتفاصيل عن الشيخوخة والحب والوفاء وأجسادنا التي لا تعود تقوى على الحياة. كانت إيمانويل ريفا التي نالت جوائز عدة عن هذا الدوّر، تجسّد الألم أي ألم، ألم الفقد وألم الشيخوخة وألم النسيان وألم الضعف وألم العجز... كما أدت دور المرأة العاجزة عن إنقاذ علاقتها الزوجية التي بدأت تتلاشى مع حلول المرض والشيخوخة، وفي الوقت نفسه السيدة الفخورة المعتزة بنفسها المذعورة بمرضها الجسدي والعقلي... وهي قد تكون اليوم عانت كل هذه الحالات دفعة واحدة في الحقيقة، عندما اقتربت ساعتها وفارقت الحياة. وقد اشتهرت الممثلة الراحلة منذ تجسيدها دور فرنسية تقع في حب رجل ياباني في فيلم «هيروشيما مون أمور» في العام 1959 للمخرج آلان رينيه. ورحلت الممثلة الجمعة في باريس «بسبب مرض طويل» كما أوضحت عائلتها، مؤكدة الخبر الذي أوردته صحيفة «لوموند». وقالت وكيلة أعمالها آن ألفاريس كوريا: «حافظت على نشاطها حتى النهاية»، موضحة أن الممثلة قامت بقراءات في فيلا ميديتشي المؤسسة الفنية الفرنسية الشهيرة في روما. ومثلت ايمانويل ريفا في الفترة الأخيرة في فيلم «باري بيي نو» من إخراج فيونا غوردون ودومينيك ابيل الذي يبدأ عرضه في آذار (مارس) المقبل. وقالت رئيسة المركز الوطني الفرنسي للسينما فريديريك بريدان: «كانت ايمانويل ريفا امرأة ساحرة وفنانة راقية جداً. إنها صاحبة صوت لا ينسى، صوت يسكنه حب الكلمات والشعر». وأضافت: «من «هيروشيما مون امور» (1959) الى «امور» (2012) كانت إحدى الممثلات الأكثر جرأة في السينما الفرنسية». وحازت إيمانويل ريفا عام 2013 جائزة «سيزار» أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «أمور».