أكد رئيس قسم الخليج العربي في الهيئة الألمانية للتبادل العلمي كارستن فالبينر أنه لم يتخرج حتى الآن أحد من الطلاب السعوديين في الدفعة الأولى بألمانيا، الذين أمضوا ستة أعوام في الدراسة، لافتاً إلى الخطة الدراسية التي كانت موضوعة للدفعة الأولى، لم تكن واقعية. وقال في حديثٍ إلى «الحياة»: «وصول نحو 100 طالب لدراسة الطب في ألمانيا في العام الماضي عدد كبير، ويفوق العدد الذي أوصينا بحضوره، لأن الجامعات في ألمانيا تخصص نسبة تتراوح بين 5 و 8 في المئة فقط من أماكن دراسة الطب فيها للطلاب الأجانب من جميع دول العالم». أضاف أن احتمال إلحاق 100 طالب سعودي في دراسة الطب في الجامعات الألمانية ضئيل للغاية، وعملية انتقاء الطلاب لدراسة الطب، بدأت بالفعل، وأنه لن يكون بمقدور جميع الطلاب أن يستوفوا هذه الشروط، وأتوقع أن يحصل ربعهم على مقاعد طب. فإلى الحوار الآتي: ظهرت نتائج الدفعة الخامسة من التخصصات الهندسية والحاسب الآلي، والأولى في تخصص الطب، ولم تتحسن أوضاع الطلاب، ففي ميونيخ نجح واحد فقط من بين 14 طالباً، في رأيك ما السبب؟ - لا يمكن المقارنة بين نتائج الدفعة الأولى ككل، وبين نتائج مجموعة الطلاب في ميونيخ، لأنهم ليسوا سوى جزء من الدفعة الخامسة، بل ينبغي النظر إلى الدفعة الخامسة بأكملها، فمن بين 97 طالباً أدوا اختبار القبول في الكلية التحضيرية، نجح 51 منهم، أي أكثر من النصف. ما حدث في ميونيخ لا يرجع إلى ضعف الطلاب، بل لأن الاختبار تضمن تقويماً أوَّلياً للطلاب الذين يستطيعون دراسة الطب، إذ تنتهج الكلية التحضيرية هناك سياسة مختلفة عن الكليات الأخرى في ألمانيا. ألا يتسبب طول فترة اللغة في مشكلة مع قوانين الإقامة، التي لا تسمح للطالب الأجنبي بالبقاء بعد عامين من تاريخ وصوله، إذا لم يلتحق بالجامعة، بعد إنهاء اللغة والكلية التحضيرية؟ - صحيح هناك مشكلة من ناحية قوانين الإقامة بالنسبة للأجانب، ما يتسبب في ضغوط على الطالب للانتهاء خلال هذه الفترة، لكن ظهر بالتجربة أن توفير قاعدة لغوية قوية، يمثل دعماً كبيراً للنجاح في الكلية التحضيرية. يشتكي الطلاب السعوديون من تواجدهم في دورات لغة، لا يدرس فيها طلاب من جنسيات أخرى، ما سبب ذلك؟ - من الأسباب الجوهرية لذلك الوضع، ليس تأخر وصول المبتعثين، بل المشكلة هي المواعيد غير المؤكدة، وغالباً ما تأتينا المعلومات عن قرب موعد وصول الطلاب، ثم يحدث تغيير، ما يشكل صعوبة لتسجيلهم في الدورات المنتظمة، التي تبدأ في مواعيد محددة، هذا سبب أساسي. والسبب الآخر أننا غيّرنا سياستنا من إلحاق الطلاب بالمعاهد التي تتوافر فيها دورات كثيرة، وأصبحت دراسة اللغة في داخل الكلية التحضيرية، أو في معاهد وطيدة الصلة بالكليات التحضيرية، بحيث يكون واضحاً منذ البداية أن الهدف من تعلم اللغة هو الالتحاق بالكلية التحضيرية، إضافة إلى أن السبب الثالث يعود إلى ما توصلت إليه نتائج تقويمنا لبرنامج الابتعاث إلى ألمانيا، التي تفيد بأن نتائج الطلاب السعوديين تكون أفضل في الدورات المقتصرة عليهم، ما يكون عليه الحال في الدورات التي تضم جنسيات مختلطة. هل أدى التمديد الذي حصلت عليه الدفعة الأولى في العام الماضي، إلى عام سادس، إلى انتهاء أحد منهم من دراسته خلال هذه الفترة؟ - لا، لم ينته أي طالب من دراسته حتى الآن، وهذا يرجع إلى أن الخطة الدراسية التي كانت موضوعة للدفعة الأولى، لم تكن واقعية. العقد الذي أبرم بين وزارة التعليم العالي والهيئة الألمانية للتبادل العلمي، احتوى على أوضاع غير واقعية، فهل جرى تصحيح هذه الأوضاع، مع تحديد فترات زمنية منطقية وواقعية؟ - أعتقد أننا تحملنا عواقب عدم وجود خبرات سابقة في هذا المجال من التعاون الأكاديمي، وكان العقد الأول للتعاون عبارة عن تصميم نظري، لا يقوم على تجارب فعلية، وأظهرت التجربة العملية أن بعض النقاط لم تكن واقعية، ولم نصل حتى الآن إلى توقيع عقد جديد لأسباب مختلفة، لكننا استطعنا التوصل إلى حلول. هل تقصد أن حصول الخريج السعودي العائد من ألمانيا، على شهادة من جامعاتها، لا يكفي للحصول على وظيفة براتب كبير؟ - الشهادة التي يحصل عليها الطالب من جامعة ألمانية هي وثيقة جودة، وتزيد بالتأكيد من فرصته في الحصول على مكان عمل، لكن لا يوجد ضمان لذلك. فور الإعلان عن نتائج البعثات يمارس الطلاب ضغوطاً كبيرة على وزارة التعليم العالي، فتقوم الوزارة بدورها بممارسة الضغوط لسفرهم إلى الخارج بسرعة، فهل يؤدي ذلك إلى اضطراب في الخطط الموضوعة للدراسة في ألمانيا؟ - لدينا في ألمانيا مواعيد ثابتة للالتحاق بالجامعة، كما هي الحال في كل دولة في العالم، وهذا أمر يجعل التخطيط ممكناً، ونظراً لأن دراسة البكالوريوس تبدأ في غالبية الجامعات في الخريف، فإنه من الحكمة أن يأتي الطلاب أيضاً في الخريف، ليدرسوا اللغة لمدة 12 شهراً، ثم فصلين دراسيين في الكلية التحضيرية، ويلتحقوا مباشرة بالجامعة، ولكن إذا تأخر موعد وصولهم إلى ألمانيا، فإن ذلك يجعل الأمور أصعب. لكن ماذا نفعل إذا كانت نتائج الثانوية العامة واختيار المبتعثين في المملكة، في مواعيد لا تتفق مع المواعيد الألمانية، فهل يمكن الاستفادة من هذه الفترة؟ - أنا ضد وجود فترات توقف طويلة بين المراحل الدراسية المختلفة، والاحتمالات الواردة هي أن نمدد فترة دراسة اللغة لتصبح 14 شهراً، وهذا لن يضر المبتعث، بشرط أن يدرك أنه يجب عليه أن ينجح من أول مرة في الكلية التحضيرية، وإلا فقد مكانه في البعثة. كم قيمة المنحة الدراسية التي يحصل عليها الطالب الأجنبي من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي؟ - تتراوح قيمتها بين 900 و950 يورو في الشهر. هل يحتاج الطالب السعودي الذي يحصل على حوالى 1900 يورو شهرياً، إلى العمل الإضافي لمواجهة نفقات الدراسة؟ - لا، المبتعث السعودي يحصل على منحة دراسية، تجعله غير مضطر للعمل، فهي تكفي لتغطية كلفة المعيشة، وشراء أي مواد دراسية. وصلكم في العام الماضي نحو 100 طالب لدراسة الطب في ألمانيا؟ فهل كان هذا القرار حكيماً، في ظل قلة عدد أماكن الدراسة المتاحة في الجامعات الألمانية، أمام الطلاب الألمان والأجانب؟ - فعلاً عدد كبير، ويفوق العدد الذي أوصينا بحضوره، لأن الجامعات في ألمانيا تخصص نسبة تتراوح بين 5 و8 في المئة فقط من أماكن دراسة الطب فيها للطلاب الأجانب من جميع دول العالم. احتمال إلحاق 100 طالب سعودي في دراسة الطب في الجامعات الألمانية ضئيل للغاية، وعملية انتقاء الطلاب لدراسة الطب، بدأت بالفعل، وأنه لن يكون بمقدور جميع الطلاب أن يستوفوا هذه الشروط، وأتوقع أن يحصل ربعهم على مقاعد طب. هل يمكن لألمانيا استيعاب 100 مبتعث من السعودية في كل عام؟ - أرى أنه لابد من خفض العدد، وبعد ظهور نتائج الدفعة الحالية من المبتعثين الراغبين في دراسة الطب، نعرف العدد الفعلي الذي تمكن من الحصول على مقاعد دراسية. يشتكي بعض الطلاب من وجود معلمين عنصريين، وكارهين للمملكة، هل انتبهتم لذلك؟ - نحن نطلب من المبتعثين إبلاغنا بأي شيء من هذا القبيل، لمتابعة الأمر، عموماً ليس من المستحيل أن يكون هناك معلمون يتعاملون مع هذه الأمور من دون مراعاة لمشاعر الآخرين، وعندما قام معلم كيمياء مثلاً بمحاولة إثبات أنه من الناحية الكيميائية لا يوجد فرق في التركيب بين اللحم البقري ولحم الخنزير، تدخلت الهيئة الألمانية، وأخبرته بأن عليه احترام الدين والقيم السائدة في الثقافات أخرى.