تدشن الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة الأحد المقبل على مدى أسبوعين، الحملة الوطنية الأولى للمسح البيئي لسواحل المملكة (الساحل الغربي) في كورنيش جدة، التي تستهدف حصر عدد مصبات الصرف الصحي غير المعالجة ومجاري السيول على الساحل الغربي، والتوعية بأهمية التزام المعايير والمقاييس المنصوص عليها في النظام العام. وأكد رئيس الهيئة الدكتور خليل الثقفي أن الحملة تأتي لتفعيل الأمر السامي القاضي بإيقاف ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالج إلى البحر والأودية ومجاري السيول، إضافة إلى رفع مستوى الالتزام البيئي والحد من التلوث بأشكاله كافة، مبيناً أن الهيئة ستنفذ حملة تفتيشية على المنشآت الساحلية الخاصة والاستثمارية للتأكد من سلامة وكيفية التخلص من مياه الصرف الصحي والصناعي، والتزام المنشآت بما نص عليه النظام العام للبيئة ولوائحه التنفيذية في هذا الشأن، مؤكداً أن الهيئة تسعى، من خلال الحملة، إلى تحقيق الالتزام البيئي الكامل وتعزيز دور الوعي البيئي لدى المجتمع. بدوره، وصف أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي مدينة جدة بأنها الأولى تلوثاً في العالم أجمع، وقال ل«الحياة»: «إن التلوث في مدينة جدة تجاوز الخطوط الحمراء، ولاسيما التلوث البحري، إذ أصبحت ظاهرة «المد الأحمر» متمركزة في البحر الأحمر، وفي «كورنيشها»، التي تسهم في نفوق الأسماك بين الحين والآخر». وأشار إلى أن منطقة الكورنيش التي تتركز فيها مصبات محطات معالجة مياه الصرف الصحي تستقبل ما يقارب 400 متر مربع من المياه الصادرة عن محطات الصرف الصحي غير المعالجة بطرق سليمة، وهذه ينتج منها تلوث وضرر بالبيئة البحرية، وهي حقيقة لا يمكن إغفالها. وشدد عشقي على أن مياه البحر الأحمر على امتداد الكورنيش ملوثة وتحمل عناصر ثقيلة، إضافة إلى البكتريا والميكروبات، وكلها لها أثر مباشر في صحة الإنسان، والسباحة في مناطق مياه ملوثة يمكن أن تصيب الإنسان بأمراض الكبد الوبائي والفشل الكلوي، وغيرها من الأمراض الوبائية، كما أن السباحة في مياه البحر، وأثناء ظاهرة المد الأحمر، يمكن أن تكون قاتلة للإنسان، لارتفاع المواد السمية في المياه، والتي تؤثر في الجهاز العصبي، إضافة إلى أنها قاتلة ويمكن أن تصيب الإنسان بالشلل الكلي أو الجزئي.