طالب خبراء البيئة بسرعة التحرك في معالجة كل أشكال الملوثات التي تهدد بيئة كورنيش جدة من خلال منع تصريف مياه الصرف الصحي إلى البحر ، مشيرين إلى أن أهمية إيجاد محطات معالجة ثلاثية لمياه الصرف يمكن الاستفادة منها في الري والصناعة وأغراض أخرى. ورأى أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور علي عشقي ، إن شواطئ جدة تعاني كثيرا من التلوث البيئي المهدد للثروة البحرية والسمكية، لافتا إلى أن وجود 605 مصبات نظامية وغير نظامية لمياه الصرف الصحي والجوفية تصب في البحر الأحمر اكبر مهدد للبيئة البحرية: «ويكفي القول إن نصف مليون متر مكعب تذهب إلى ساحل البحر الأحمر في منطقة الخمرة». ويشير الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس، إلى أن التلوث الذي طال الكورنيش خلال السنوات الأخيرة لا يمكن وصفه «لكننا بحاجة ماسة الآن إلى معالجة كل الملوثات التي رصدت في دراسات علمية موثقة ومنها دراسة حديثة أجرتها الأرصاد مؤخرا وشكلت نداء عاجل لمعالجة كل أوجه التلوث مع وضع قوانين وأنظمة تمنع أي تجاوزات على البيئة البحرية حفاظا على الثروة السمكية وعلى نظافة الشواطئ». ونبه إلى أن أهم انعكاسات التلوث البحري في كورنيش جدة هو تعرض الثروة السمكية للإصابة ببعض المواد السامة الثقيلة التي تستقر في جسدها ومن ثم يتناول الإنسان هذه الأسماك الملوثة فيتعرض إلى التسمم الغذائي كأبسط أنواع الأمراض لأن ما يتناوله أصبح غير صالحا للاستهلاك الآدمي، داعيا إلى إيجاد محطات معالجة ثلاثية لمياه الصرف الصحي ، والاستفادة من هذه المياه في أغراض الري والصناعة ومحطات غسيل السيارات . من جانبها أجرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ممثلة في إدارة المناطق الساحلية دراسة حديثة عن تلوث شواطئ محافظة جدة، تناولت خلالها أولويات الرئاسة في كيفية المحافظة على تلك الشواطئ، ومنع تلوثها، والمشاريع المقترح تنفيذها للحفاظ عليها. وأوضح مساعد الرئيس العام لشؤون البيئة والتنمية المستدامة الدكتور سمير غازي أن الرئاسة أجرت دراسة تحليلية شاملة لمحافظة جدة بالتعاون مع المكاتب الاستشارية المتخصصة في مجال البيئة، تضمنت وصف البيئة المحيطة وتحليل المشاكل البيئية والحلول المقترحة، وخطة الرصد والمتابعة المقترحة لجودة الهواء والمياه الساحلية مع تقارير الحالة البيئية المستقبلية لمحافظة جدة. ولفت إلى أن الرئاسة قامت بالاجتماع مع ممثلين عن أمانة محافظة جدة ووحدة أعمال جدة بشركة المياه الوطنية، وتم مناقشة الموضوع من جميع جوانبه والاطلاع على مسببات التدهور البيئي لشواطئ محافظة جدة واستعراض المشاريع المقترحة، وخلصت إلى الموافقة على مسببات التدهور البيئي والموافقة على المشاريع المقدمة من الجهات، مبينا أن الرئاسة خلصت من الدراسة إلى أن عملية تأهيل شواطئ محافظة جدة تركز على تصحيح الوضع الحالي، أولا عن طريق منع وإغلاق جميع مصادر التلوث من خلال العمل على اكتمال منظومة شبكة الصرف الصحي لكامل محافظة جدة، رفع مستوى المعالجة في جميع محطات المعالجة إلى المعالجة الثلاثية، والاستفادة من المياه المعالجة في الأغراض الصناعية والري وعدم تصريفها إلى البحر إلا في الحالات الضرورية القصوى، مع دعم البدء بتنفيذ مشاريع إعادة التأهيل كمرحلة ثانية لتكون النتائج ذات مردود ايجابي وملموس على بيئة شواطئ محافظة جدة، مع ضرورة صدور نظام إدارة المناطق الساحلية لتحقيق التنمية المستدامة بجميع إشكالها.