طلبت شركة المياه الوطنية مساندة ثلاث جهات لتنفيذ مشروع القضاء على التلوث في كورنيش جدة، شمالاً وجنوباً، في شكل كامل، وذلك بمتابعة ربط جميع المباني والمراكز التجارية على الشريط التجاري في الكورنيش بشبكة الصرف الصحي العامة. وكشفت مصادر مطلعة ل«الحياة» أن شركة المياه الوطنية أشعرت ملاك العقارات الواقعة على شاطئ الكورنيش، والمستهدفة بالمبادرة، لمراجعة الشركة واستكمال إجراءات التنسيق، إلا أن الشركة لم تجد التفاعل المطلوب والمراجعة لاستكمال الإجراءات لعملية الربط بشبكة الصرف الصحي. وهو الأمر الذي طلبت فيه الإيعاز إلى أمانة محافظة جدة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة مكةالمكرمة و«غرفة جدة» لإيقاف جميع الرخص وإيقاف تجديد تصاريح لتلك العقارات حتى تتم مراجعة شركة المياه الوطنية واستكمال الإجراءات والمتطلبات لسرعة التوصيل بالشبكة العامة للصرف الصحي، وسرعة القضاء على التلوث في كورنيش جدة. وبينت المصادر أن «المياه الوطنية» عززت مطالبتها، بتوجيه من محافظة جدة، وإضافة الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، لتقديم ما لديهم من معلومات وإفادة بما يخص الموقع. وكانت «الحياة» نشرت تقريراً في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عن التلوث البحري ووقوفه عائقاً في وجه أي مشروع تطويري ل«كورنيش» جدة، وهي الحقيقة، كما يصفها متخصصان في البيئة البحرية، اللذان اتفقا على أن مناطق السباحة الجديدة في مشروع «كورنيش» جدة غير صالحة للسباحة، وأكدا خطورتها على حياة مرتادي «الكورنيش» الجديد لأجل السباحة، موضحان في حديثهما إلى «الحياة» أن مياه البحر الأحمر على امتداد «كورنيش» جدة ملوثة، ونسبة التلوث فيها تفوق المعدلات العالمية بعشرات المرات. ووصف أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي مدينة جدة بأنها الأولى تلوثاً في العالم أجمع، وقال ل«الحياة»: «إن التلوث في مدينة جدة تجاوز الخطوط الحمراء، ولاسيما التلوث البحري، إذ أصبحت ظاهرة «المد الأحمر» متمركزة في البحر الأحمر، وفي «كورنيشها»، والتي تسهم في نفوق الأسماك بين الحين والآخر». وأشار إلى أن منطقة «الكورنيش»، التي تتركز فيها مصبات محطات معالجة مياه الصرف الصحي، تستقبل ما يقارب 400 متر مربع من المياه الصادرة عن محطات الصرف الصحي غير المعالجة بطرق سليمة، وهذه ينتج منها تلوث وإضرار بالبيئة البحرية، وهي حقيقة لا يمكن إغفالها.