منذ أن صدر قرار السماح للاعبين الأجانب باللعب في السعودية، والهلال يتميز بإحضار أفضل اللاعبين في مختلف المراكز، كانت لهم بصمة في ملاعبنا بما نثروا عليها من إبداع وفن ومهارات، وكل ما غادر نجم تحسر الإعلام الموالي على خسارته، وعلى إثرهم سارت الجماهير العاطفية في ندب الحظ ولطم الخد. لن أعود للماضي، ولكني سأذكركم بما حدث فقط في المواسم القريبة الماضية لتدركوا أن الجماهير (تطير في العجة مع كل نجم يأتي وتود لو يخلّد في النادي). أتذكرون المناحة التي وصل صداها الآفاق بعد رحيل تفاريس وكماتشو وكيف صورت الحال ب «المأسوية» مع إلقاء اللوم والعتاب على إدارة الفريق لسوء إدارة الموقف والتفريط في النجوم لمجرد زيادة ضئيلة لا تساوي شيئاً في مقابل المردود الفني الذي يقدمه اللاعب، ثم ما تلا ذلك من عجائب بعد قرار الاستغناء عن طارق التايب ظهرت في ردود الأفعال المتشنجة بخسارة لاعب جماهيري، بل إن بعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك وجزم بخسارة الهلال لقاعدة جماهيرية من المراهقين والشبان ممن يعشقون (الكباري والتسحيبات)، وغادر التايب وسارت المراكب وكان الهلال يمضي قدماً ويرسخ حقيقة أنه باقٍ في مكانه المعتاد والطبيعي (منصات التتويج)، مهما غادره من نجم محلي أو أجنبي راغب أو مكره، وتجلى ذلك عندما ضربت إدارة النادي بقوة لم نعهدها في الصفقات الخارجية للاعبين الأجانب (مالياً وعناصرياً) وهو تحضر ثلاثي الرعب «رادوي وويلي وتياغو نيفيز» بما يحمله كل منهم من سجل حافل وتاريخ في نقلة نوعية، كانت مثار إعجاب وحسد، ويبدع الثلاثة ورابعهم الكوري لي يونغ ويقدمون مع الهلال أجمل مواسمهم وأفضل عطاءاتهم الفنية التي واصل بها الهلال مسيرته نحو المزيد من الألقاب. هذا الموسم غادر أحدهم وأنباء شبه مؤكدة عن رحيل آخر، ومرة أخرى تعود النغمة المعتادة أن الهلال مقبل على كارثة فنية على رغم أن شواهد الحال الهلالية تقول عكس ذلك، وأحياناً أجد مبرراً لمن يتألم من خسارة مقاتل يندر تكراره مثل رادوي، لكنه مجبر على الرحيل وهو يتعرض لحرب شعواء خلطت الحابل بالنابل لتطفيشه ورحيله لمجرد أنه تخصص في مرماهم وأتت أكلها، واللاعب يوضح أنه مستهدف لأن المنافسين لم يبقوا شيئاً لم يخوضوا فيه لغاية أبعد ما تكون تنافسية أو شريفة. ليرحل رادوي وإن أراد البقية اللحاق به فمرحبا، لأن الهلال سيبقى شامخاً بهم ومن دونهم، ومن أحضرهم قادر على أن يأتي بمن يطوي صفحاتهم من الأذهان فلا يبقى إلا ذكرى جميلة للاعب مر وعبر ضمن بقية الراحلين. [email protected]